نظمت الشاعرة سوزان عليوان "كراكيب الكلام" فهطلت أمطار الكلمات عليها متزامنة مع أمطار أخيلتها و واقعها الذي تعيشه لتقول :
(أحدق في أمطار تعرفني
أكثر من دموعي)
فالمدينة و أناسها و كل ما حولها كانوا يبكونها لتشرع في بوح يخرج المفردات عن المألوف و ما لا يلزم قائلة:
(و أفرغت الكلام من كراكيبه الكثيرة)
إستدعت مخيلتها أمورا شتى و منها الرسائل ...التي لم تأتي متسببة بنزول المطر فتقول:
(و لأننا لم نعد نتبادل الرسائل
يحدث المطر
في الفراغ الذي بين قطرة و أخرى)
فجاة تحول الشاعر غضبها إتجاه المطر لتعرب له عن حنقها الشديد قائلة:
(ما دام الماء حياة
فلماذا لا يتحول المطر
إلى بشر و بيوت و بلاد؟)
يتبع هذه المشاعر الفياضة قرار بالرحيل عن المدينة دون أي متعة فهي لا تملكها حسب قولها:
(لأنها لم تكن يوما أشيائي.
لأنها أشياء المدينة)
حزمت ما لديها من عواطف و إنفعالات وهي تودع ما حولها مغادرة مدينتها ذكرت التالي :
(
كنت على الجانب الآخر من العتمة
لا عودة لي و لا وصول
بعد أن أكلت العصافير
خبز خطواتي.)
و أرى بأن المنظومة الشعرية عذبة الأحاسيس و المفردات حتى في حزنها المننشر...