ما أن غادر سليم المقهى حتى لفته غيمة عطرة آتية من سوق البهارات. كان الكمون، حب الهال والكزبرة يسيطرون على الموقف بعطرهم النافذ والذي غطى بقساوة رائحة باقي البهارات لكن الزعتر العنيد القادم من الجبال السورية لم يخمد له همة وكان من المستحيل تجاهل صوته العميق. بين الحين والآخر تهمس القرفة بلطف وإغراء حين يغفل أسياد البهارات إحكام سيطرتهم على أنوف المارة، وحدها براعم الزعفران التي تبقى صامتة مفضلة الاعتماد على لونها الأصفر المشع كي تجذب به الزائرين.
حكواتي الليل > اقتباسات من رواية حكواتي الليل > اقتباس
مشاركة من أحمد المغازي
، من كتاب