الفتى المُتيّم والمعلم > اقتباسات من رواية الفتى المُتيّم والمعلم > اقتباس

كرّر جهان هذا العمل طوال عصر ذلك اليوم، وكان الحليب الذي يجمعه بصعوبة بالغة يكرعه الفيل الصغير كرعة واحدة سعيداً بها. وبعد محاولات كثيرة، منح الفتى نفسه استراحة، وأثناء ذلك، اختلس وهو يفرك فكّه المتألّم، نظرة إلى الفيل الصغير الذي كان قد لوى فمه على نحو لا يمكن وصفه إلا أنه ابتسامة شيطانية. فابتسم له جهان مدركاً أنهما أصبحا أخوين في الرضاعة.

قال جهان: سوف أدعوك شوتا، لكنك سوف تكبر وتصبح قوياً.

فصدر صوت مضحك من الفيل الصغير علامة الموافقة. وعلى الرغم من أن ثمة كثيرين يرغبون في أن يعيدوا تسميته باسم آخر حسب مشيئتهم، فإن الحيوان لن يردّ أو يستجيب في أي مرحلة حالية أو لاحقة على أي اسم سوى الاسم الذي اختاره له جهان. هكذا كان، وهكذا ظلّ شوتا. وفي غضون ثلاثة أسابيع، ازداد طولاً، فأصبح قادرا على الوصول إلى ضروع أمه. وسرعان ما راح يجول في الصّحن مطارداً الدجاج، مثيراً الهلع في نفوس الطيور، مستغرقاً في اكتشاف العالم، وعشقته ودلّلته كل الإناث في القطيع، فراح يمازحها. كان فيلاً شجاعاً، لا يهاب الرعد ولا السوط، لكن شيئاً واحداً كان يملأ قلبه رعباً وهلعاً، صوتاً قادماً بين وقت وآخر من جوف البرّيّة، منطلقاً وعابراً جنبات الوادي مثل نهر مظلم ومشاكس. صوت النمر.

هذا الاقتباس من رواية