مملكة الغرباء > اقتباسات من رواية مملكة الغرباء > اقتباس

قلت لها إنني أشم رائحة الذكريات.

ابتسمت.

كانت مريم تبتسم حين لا تعرف الأجوبة، ثم تتلعثم وتتردد قبل أن تقول إنها لا تعرف أن تعبّر عن فكرتها.

هكذا كانت.

امرأة قصيرة الشعر، واسعة العينين، ظهرها ينحني قليلا إلى الأمام، تدندن لحنا غريبا لم تقل لي مرة من أين جاءت به، وتمشي إلى جانبي صامتة على ضفة البحر الميت.

كان الأفق رصاصيا.

رصاص يلوّن ضفة البحر الميّت، وأنا أقف. غور الأردن ينخفض بي إلى قاع لزج. رطوبة ورصاص ورائحة ذكريات.

الفرق هو القصة قالت. الحب هو قصة الحب.

لم تكن معي في رحلتي إلى الغور. بلى كانت، رائحتها كانت، وأنا أشم رائحة الذكريات، وهي لا تعرف الفرق بين الحب وقصة الحب.

قالت إنها تحبني.

يوم التقيت بها في تلك الليلة، لم تتلعثم أو تتردد. قبّلتني وقالت إنها تحبني، ولم تسأل عن الفرق بين الحب وقصة الحب. هكذا بداية الأشياء، تبدو وكأنها معلّقة في الفراغ.

مشاركة من المغربية ، من كتاب

مملكة الغرباء

هذا الاقتباس من رواية