حين تنتهي اللهفة؛ فهي الشيء الوحيد الذي يزداد مع التعود والتأقلم على وجود الشخص، فالانبهار ينطفئ حين تكتشف كُل ما يُمكن اكتشافه، والحُب تغلفه المصاعب، ويتحول من نظراتٍ وحروفٍ لأفعالٍ، وتكاد تختفي المحبة الظاهرة، وتبقي الدفينة التي يلقِّبها البعض بـ«التعود»، ولكن ذلك التعود ينقذه من الملل اللهفة.. اللهفة التي تصيبك حين يختفي شخصك المُفضل لساعاتٍ، فتبحث عنه كالغريق الذي يبحث عن الهواء، اللهفة التي تقفز لقلبك فجأة لتقتل ما تظنه أصبح روتينًا.. اللهفة في الفراق، اللهفة في اللقاء.. اللهفة هي طغيان المسافة.