لا يمكن للفينومينولوجي أن يسمح لنفسه بالاستماع إلى مقطوعة موسيقية ويقول: «كم هي لطيفة!» إذ عليه أن يسأل: هل هي شجيّة؟ هل هي جليلة؟ هل هي هائلة سامية؟ الهدف هو العودة إلى «الأشياء نفسها»- إلى الظواهر مجرّدةً من حمولتها المفاهيمية- فنَستبعد الطبقةَ الهَشَّة أو المادة الخارجية الدخيلة حتى نصل إلى قلب التجربة قد لا نصف فنجان القهوة وصفًا وافيًا ولكن الوصف مهمةٌ تُحرِّرُ: فهو يعيدنا إلى العالَم الذي نعيش فيه ويجعلنا نعكف عكوفًا فعَّالاً على أشياء ربما لا نفكر فيها عادةً بوصفها مادة للفلسفة: مشروب، أغنية سوداوية، قيادة السيارة، غروب الشمس، مِزاج مُعتلّ، صندوق صور فوتوغرافية، لحظة سأم الوصف يستردُّ
                مشاركة من LOAI MARAQA
                        ، من كتاب 
    
