الحرية > اقتباسات من كتاب الحرية > اقتباس

وإذا تأملت أحوال الناس في أشد البلاد تسامحًا وأكثرها تجاوزًا لوجدت هذا التسامح مقيدًا غير مطلق وناقصًا غير كامل، فبعضهم يبيح الاختلاف في مسائل تدبير الكنائس ولا يبيحه في العقائد وبعضهم يجيز التسامح لكل إنسان ما عدا البابوي أو الموحد، وبعضهم يسيغ التسامح لجميع الناس ما خلا الدائنين بدين غير منزل، وقليل منهم يسعون بكرمهم جميع الخلق ما عدا الذين ينكرون الله والحياة الأخرى. وحيثما لا تزال عواطف الأكثرية على شدتها الأولى وسجيتها الفطرية فإنك تراها متمسكة بدعواها في إنفاذ أمرها على الأفراد، وإحاطة الضمائر بالأغلال والأصفاد.

مشاركة من sawsan bhaa ، من كتاب

الحرية

هذا الاقتباس من كتاب