هنالك أحس الفتى راحةً لم يحسسها قط كأنه قد ألقى عن نفسه أعباء الحياة كلها، هذه الأعباء التي لا تختصر حياة الفرد وما لقي فيها من شر وخير فحسب، وإنما تختصر معها أيضًا حياة هذه الأجيال التي سبقته وأورثته الحضارة أثقالها. أحس الفتى راحة قلَّمَا نستطيع نحن أن نتصورها، وأحس هدوءًا ونشاطًا قلَّمَا نستطيع نحن أن نذوقهما. ووقف يستمتع بهذه الراحة ويستلذ هذا النشاط وحاول أن يدعو إليه تلك الخواطر التي كانت تزدحم على نفسه في ظلمة الليل، فلم يستجب له منها خاطر واحد، كأنما طردها هذا الضوء المشرق مع ذلك الليل المظلم الكثيف.
على هامش السيرة > اقتباسات من كتاب على هامش السيرة > اقتباس
مشاركة من Randa HOSNY
، من كتاب