بين سطور شعره تبرز الطبيعة -بكل مفرداتها- كلوحة حيَّة تعبِّر عن الكون الذي يحمله كوكيناكيس في قلبه. ليست مجرد مشهد بصري أو خلفية جامدة لأحداث الحياة، وإنما شخصية فاعلة، تشارك الإنسان همومه وتفاعُلاته النفسية والفكرية، وتترجم مأزق الإنسان المعاصر الذي، رغم كل تقدمه التكنولوجي والمعرفي، لا يزال يبحث عن هويته، وعن مكانه في هذا العالم، فيعيد تشكيل الزمن ليصبح كيانًا منفصلًا، يعيش في الخفاء، ويتنصَّت على خطوات البشر، وعلى أحلامهم وخيباتهم. هذا الإحساس بالزمن العتيق يخلق تبايُنًا مع الوتيرة السريعة للحياة، ويضعه في مواجهة مع حتمية العدم، تلك الفكرة التي تلوح في الأفق بين قصيدة وأخرى.
مشاركة من Jessy M Sameh
، من كتاب