أكمل "عبد الرازق" نظراته المُتَوسِلة تجاه الجَمْع، وقد مَيَّز بَصَرُه وقوف "بيجاد" علىٰ مَقربةٍ منه وهو يَنظر مُشخِص النَّظر نحوه في حُزْن، فصاح عاليًا في حسرة:
- "الجَوْع.. إنه يقتات علينا دون أن نقتات نحن علىٰ شيء، حتىٰ الفُتات لم أستطع التَّحَصُّل عليها منذ وقتٍ طويل.. أيامٌ وَلَّت وألم الجُوع يعتصر أُسْرتي، يُطبق علىٰ أرواحنا التي أوشكَت علىٰ مفارقة أجسادنا، بِتُّ أنظر إلىٰ عِظامِ زوجتي البارِزة من صَدْرِها وهي تبكي علىٰ جنينٍ هَزيلٍ يُصارع المَوْت في أحشائها، لقد تغيرت ملامح ولَدي الصَّغير من الجُوع والهَزلان، يُفْرِغ مُتألِّمًا جَوْفَه الخاوي، فلا تُلاقي الأرض منه شيء".
انتروبوفاجيا > اقتباسات من رواية انتروبوفاجيا > اقتباس
مشاركة من Mohammed Odeh
، من كتاب