شجرة الابتسامات الصغيرة كانت على أول الشارع. زرعها ولد تحت شرفة حبيبته وتركها ليرويها المطر والضحك المتصاعد من الشرفات والنوافذ. نمت الشجرة وكانت الوحيدة من بين أشجار الشارع التي لا تصفر أوراقها وإنما تظل خضراء ناعمة مغسولة طيلة فصول السنة. ولكنها لم تكن تحمل زهورا. الولد الذي زرع الشجرة الصغيرة لم يعرف ماذا يقول لحبيبته. كان ينظر إلى فروعها الخضراء النقية في إحباط باحثا عن لون واحد هنا أو هناك. حتى لو كانت في أعلى الشجرة فهو مستعد لأن يتسلق ويقطفها بدلا من أن يذهب إليها خاوي اليدين كما يفعل في كل مرة. كان يلامس جذعها الخشن برفق ويهمس
مشاركة من إبراهيم عادل
، من كتاب