ما يثير سخرية سوق المُدَّعى التي تتشاءم منه لحدائه العذب للنعوش التي عَبَرَت أزقتها الحداء الذي يوحي للسامعين بأن الجنازات قوافل سفر سعيدة، ويغريهم باللحاق «ولد كفن» معروف بضعفه في بياض الأكفان، مذ وُلِدَ وكلَّما قَمَّطوه في الأبيض ركبته حُمَّى، حتى كاد يهلك، وعرضوه على السيد المبروك ليمونية فأفتى بكسوته بالأصفر الليموني، علاجه المعروف لكل العاهات، قال: «لون الحياة الذي رجع به خُدَّامنا الجِنِّ من بِرْكَة سيدنا الخضر الوارد عنه في القرآن بأنه أخضر ليموني ولا يموت!» ومن يومها تَلَبَّسَ «ولد كفن» بالليموني ليصير سخرية شبان مكة في ثيابهم البيضاء كلما أقبل على جمعهم بادروه: «يا واد يا صفاري
مشاركة من Khaled Gowaily
، من كتاب