إذ إنَّها لمَّا كبرت، اكتشفَت، في خزيٍ، الهاوية التي تفصل بين تعاليم الإنجيل وبين السلوك الأنانيّ البائس الذي يسخِّره المحافظون خدمةً لمصالحهم الشَّخصيَّة. وبمواجهة نفاقهم تحصَّنت بنزعةٍ ساخرة. لذا، صدَّقتني عندما أخبرتُها أنَّ باسكال ذكيٌّ جدًّا، ولكنْ على الرَّغم من ثورتها على الغباء، إلَّا أنَّها لم تكن تولي الذَّكاء قيمةً تُذكر، فسألتني في شيءٍ من السَّخط: «وما الفائدة؟» لم أكن أدري عمَّا تبحث، لكنَّها كانت تقابلُ جميع القِيَم المتوافق عليها بالنَّزعة الشكوكيَّة نفسها. فإن حدث وأُعجبت بفنَّانٍ أو كاتبٍ أو ممثِّل، فإنَّما تُعجب دائمًا لأسبابٍ تحكمها المفارقة، إذ لا تكاد تقدِّر فيهم إلَّا صفاتٍ تافهة، بل وحتى ملتبسة.
مشاركة من Khaled Zaki
، من كتاب