الخلود > اقتباسات من رواية الخلود > اقتباس

حين يقع الشر على الإنسان يعكسه على الآخرين. هذا ما نسميه مشاجرة، شغب، انتقام. لكن الضعيف لا يملك القوة لرد الشر الذي يقع عليه. لا يبقى أمامه سوى تدمير ضعفه عن طريق تدمير نفيه. وهكذا راحت الفتاة تتصور موتها الخاص.

الموت كما اشتهته لا يشبه اختفاء، بل رفضاً. رفض نفسها بالذات. لم ترض عن أي يوم من حياتها، عن أية كلمة قالتها. كانت تحمل نفسها عبر الحياة كأنها تحمل عبئاً مخيفاً تكرهه ولا تستطيع التخلص منه. لذا أرادت أن تلقي بنفسها بالذات مثلما تُلقى ورقة مدعوكة، مثلما تُلقى تفاحة فاسدة. أرادت أن تلقي بنفسها كما لو أن تلك التي تُلقي وتلك التي تُلقى، شخصان مختلفان.

مشاركة من المغربية ، من كتاب

الخلود

هذا الاقتباس من رواية

الخلود - ميلان كونديرا, محمد التهامي العماري

الخلود

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.2
أبلغوني عند توفره