الخلود > اقتباسات من رواية الخلود > اقتباس

تعرفون هذا الموقف: فوق المنصة، يغمض عازف الكمان عينيه، ويدع العلامتين الأوليين ترنّان طويلاً. يغمض المستمع عينيه بدوره، يتنهد وقد شعر أن روحه تُوسع له صدره: كم هذا جميل! مع ذلك، فإنه لم يسمع أكثر من علامتين بسيطتين لا يمكن أن تحتويا بذاتهما على أي فكر للمؤلف، أي قصد خلاق، وبالتالي أي فن أو جمال. لكن هاتين العلامتين لامستا قلب المستمع، ففرضتا الصمت على عقله وكذلك على محاكمته الجمالية. مجرد صوت موسيقي يؤثر فينا بالطريقة نفسها تقريباً التي تؤثر فيها نظرة الأمير ميشكين – بطل رواية الأبله لدستويفسكي – المحدقة بامرأة. الموسيقى: مضخة تنفخ بواسطتها الروح، فتحوم الأرواح المتضخمة المتحولة إلى بالونات هائلة، تحت سقف قاعة الحفل الموسيقي، وتتصادم فيما بينها في هرج لا يصدق.

مشاركة من المغربية ، من كتاب

الخلود

هذا الاقتباس من رواية