أهل الهوى > اقتباسات من رواية أهل الهوى > اقتباس

...هبط الليل وكنا لا نزال نحتمي بصخرة عالية. كنا نرى القذائف الحمراء تشتبك في السماء قبل أن تنصبّ على القريتين وجوارهما. ثم وجدت أني أحضنها تمامًا، وأنّ رأسها في صدري وحدست أنه ليس الخوف وحده.

هدأ القصف تمامًا عند طلوع الفجر. ظننت أنها نائمة، فلم أبعدها عنّي للتحقق من ذلك. كنت أتحسّس تنفّسها المنتظم على كامل جسمي ولا أعي ما أنا فيه.

حين وقفت تنظر إلى السماء ثم إليّ، كنت أعتقد أنها ستتوجه إلى الطريق، إلى حيث سيارتها لتعود إلى بيتها. لكنها عادت وجلست بجانبي... فكرت أن أعود بها إلى بيتي لكنني لم أفعل. ثم سمعنا أصوات سيارات عسكرية وشاحنات، وزعيقًا ورصاصًا. عرفت أننا لن نستطيع اختراق الحواجز التي أقاموها على الطريق. لن يتركونا نعبر الآن في هذا الوقت الهستيري. لن يدعونا نمر، لا في هذا الاتجاه ولا في عكسه. نظرت إليها دائخًا خائفًا، زائغ الرؤية ولكن مغتبطًا غبطة غريبة وعميقة فيّ. وقلت لها: تعالي معي...

مشاركة من المغربية ، من كتاب

أهل الهوى

هذا الاقتباس من رواية

أهل الهوى - هدى بركات

أهل الهوى

تأليف (تأليف) 4.5
أبلغوني عند توفره