تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية > اقتباسات من رواية تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية > اقتباس

الشوق شرط الكشف على قول أهل التصوف، وقد كان شوقي جائحًا حارقًا خارقًا، اختزنته منذ سنين طوال، وهو الذي أخرجني من أسفي إلى فاس، ومنها إلى الصحاري والفيافي، لم يخب ولم تنطفئ جذوته ولا تناقص ألقه وبريقه، مازاد إلا سطوعًا وطلوعًا، وددت لو سكنت جبلاً من جبال مكة أو غارًا من غيرانها المباركة، وقد طفت بها وأقمت في بعضها مددًا متفاوتة، فوالله ما رأيت مكانًا أعظم ولا أجل ولا أٌرب إلى الله من تلك الأمكنة المقدسة الطاهرة ..

أماكن لا تسأم العين من النظر إليها ولا القلب أن يخفق لها، ولا الروح أن تطوف حولها ولا النفس أن تخجس إليها، أكثر لباس أهل مكة البياض، فثيابهم ناصعة ساطعة، يتطيبون ويتكحلون ويكثرون السواك بعود الأراك ويتصدقون مما عندهم ولو كان قليلاً ، ويطعمون الضعفاء والفقراء والغرباء، بلد أمين وناس أمناء ..

هذا الاقتباس من رواية