تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية > اقتباسات من رواية تغريبة العبدي المشهور بولد الحمرية > اقتباس

كان بودي لو أقدر أو يكون بالإمكان أن أكتب عن كل يوم وما وقع لي فيه من حوادث، وما سار معي من أمور الدنيا والدين، ولكنني أعجيانًا أعجز عن ذالك، بداعي التعب أو الانشغال بالأمور الجارية، أو موجودًا عند أناسٍ لا أستطيع مفارقتهم، فلا أستطيع أن أكتب حرفًا أو حرفين، كما أنني لا يمكن أن أحمل ورقًا وقلمًا وأجلس وسطهم لأكتب .. وكل مرة أرفع عيني لأحدهم لأتمعنه ثم أعاود الكتابة، لو فعلت هذا لجلدوني وعلقوني على باب البلدة، لكل هذا فأنا أكتب مرة يوم وقوع ما أكتب عنه، ومرة بعد يوم أو يومين، ومراتٍ بعد عدة أيام تكون خلالها قد غابت عني بعض التفاصيل والدقائق وضاعت بعض الملامح، لكن لب الثمرة يظل في رأسي، وربما هذا ما يناسبني، فلست من كتَّاب الحوليات والتراجم ولا السير ولا مؤرخي السلطان المولعين بتقويم الشهور والأيام ..

هذا الاقتباس من رواية