تاريخ آلهة مصر > اقتباسات من رواية تاريخ آلهة مصر > اقتباس

في مشهد عبثي فانتزي في البداية اسقط خيزو الأول 300 طائرة مقاتلة في ثلاث دقائق ثم 3000 طائرة مقاتلة في ثلاث دقائق. ثم قتل 300 حارس في ثلاث دقائق. ثم 3000 حارس في ثلاث دقائق. ثم دمر 300 مبني في ثلاث دقائق ثم 3000 مبني في ثلاث دقائق ثم ثلاث ملايين مبنى في ثلاث دقائق.

قبل قراءة هذه الفقرة كنت أظن أن ما يمكن أن نفعله في ثلاث دقائق هو: أشوفك أقابلك إيديك تلمس إيديا أو في قول أخر: أشوفك أقابلك برضو عنيك تيجي في عنيا حسب يعني علاقتك باللي قدامك و جنسك و نوعك و مدى تأثير حمرة الخجل على تصرفاتك و ايمانك ببهاء سلطان. و لكن مفهومي للدقائق تغير بعد تلك الفقرة التي جعلت قلبي دق ثلاث دقات دون أن تلعب الطبلة أصلا.

لا شك أن خيزو الأول و هو إله يعلن عن ألوهيته لأول مرة لم يكن يحتاج كل هذه التلاتات التي تذكرنا بتتليتات أصدقائنا المسيحيين في وجوهنا لدفع الشر أو اتقاء للحسد.

القراءة الأولى لربيع و هي ليست الأخيرة حتما. رغم أن الرواية لم تعجبني لأن الفكرة عبقرية و التنفيذ لم يرق لمستوى الفكرة أبدا إلا أن له اسلوبا متميزا يدفعك للقراءة دفعا مهما كان مستوى رضاك عن ما تقرأ.

في الثلث الأول من الرواية قلت: ما هذا الهراء؟ أهو كتاب للأطفال؟ فالاسلوب كان مغرق في الفانتازيا الفجة و الاسقاطات المباشرة جدا جدا. و تعشمت أن تحدث تويست تقلب الأحداث رأسا على عقب و هذا ما حدث بالفعل في بداية النصف الثاني من الرواية. و لكن هل كان هذا كافيا ليصلح الحال؟ للأسف لا. أغرقنا الكاتب في تفاصيل بين الماضي و الحاضر لبطل الرواية و أهله و اللي يتشدد له. كانت طريقة التبديل بين التفاصيل غير موفقة أيضا و مشتته و تفتقد للترابط المتين و كأنه أعاد اختزال ما كتب ربما لتقليل الحجم أو لاعتبارات النشر أو انه كتبها هكذا و هو راض عنها. لا أعلم و لكني افتقدت شيئا ما ضائع لا يمكن ادراكه بين السطور. ثم جاءت التويستايه الثانية قبل النهاية بقليل ربما لتبرير الفكرة الجريئة للرواية أمام الرقيب رغم أن فكرة الرواية هي الأمر الأكثر متانة و مدعاة للتقدير في العمل كله. جاءت تلك الانقلابة الثانية لحماية ظهر الكاتب من الخوض في فكرة حساسة كهذه بتصوير أن الموضوع كله جنان في جنان و أحلام و أوهام ليس أكثر و كأن هذا هو ما حدث فعلا على أرض الواقع لمصر و المصريين .. أضغاث أحلام.

يختلط الجد بالهزل و العقل بالجنان في رواية لم تمسني شخصيا و لكنها مست أخرين أثق تماما في ذائقتهم و أعلم أن الخيال دوما كما الواقع يحتمل التأويل و الخلاف و الاختلاف.

سنكون حريصين على أن تكون الصراعات أعنف و الأحلام أجمل و خيبات الأمل أقل. كما سنحرص على أن تكون المعاناة أشد. فكلما ازدادت معاناة المصريين ازدادت قدرتهم على احتمالها.

مشاركة من Mohammed Makram ، من كتاب

تاريخ آلهة مصر

هذا الاقتباس من رواية