رأس البر > اقتباسات من رواية رأس البر > اقتباس

لماذا نطمع دومًا بالمفقود؟ أهو حب التملك أم كما قال معلمي، من قبل، توق إلى عالم مثالي والذي رأيناه قبل مجيئنا إلى الدنيا بعد أن أشــهدنا ربنا على أنفسنا، ثم هبطنا بعدها إلى تلك الدنيا بذلك الحنين المكبوت إلى شيء عظيم نفتقده؟ إله جميل واحد أحد خاطبنا وخاطبناه وجنة الخلد رأيناها وتشــوقنا إلى مــا فيها، ولما نزلنا على الأرض ظل هذا الحزن الدائم يلازمنا، فنبكي على كل فائت ونحزن من كل آت، ولو ملكنا ما نسعى وراءه ظل هذا الحزن يلازمنا دون تفسير يرضينا، وما الحبيبة صعبة المنال كتلك الفتاة والعزيز الغائب كمعلمي والأهل الراحلين كأبي وأمي إلا رموزًا نعرب بها عن حزننا لهذا العــالم المفقود، فإذا ملكنا الحبيب ناكفناه، وإذا عاد الغائب تشــاجرنا معه، ولو رجع الأموات لتمنينا الخلوة بأنفسنا بمنأى عنهم. غريبة هذه النفس التي بني جنبينا.

عمر فايد، رواية رأس البر.

مشاركة من ناصر بن جميد ، من كتاب

رأس البر

هذا الاقتباس من رواية