رائحة الكتب - تفاصيل حميمة في الثقافة الايطالية > اقتباسات من كتاب رائحة الكتب - تفاصيل حميمة في الثقافة الايطالية > اقتباس

كتبٌ ورقيّة تواجه التّواصل الرّقمي، بما في ذلك تلك الأشياء التي تزن مئتي غرام ويُطلَق عليها اسم قارئات الكتب الإلكترونيّة، ويمكنك داخلها جمع ألفي أو ثلاثة آلاف كتاب، واصطحابها معك في الإجازة ورقٌ ممزقٌ تالفٌ يواجه مدافع يزن كلٌ منها مئتي غرام معركة بلا جدوى، وبلا أملٍ في النّصر في معركة باكلاڤا، هُزِمت نصف الفيالق المشاركة؛ أكثر من ثلاثمئة فيلق «كان جنونًا، لا معركة»، قال أحد القادة البريطانيين على أرض القتال سيقول الكثيرون: لم نكن لنقرأ ما قرأناه اليوم، لولا تدّفق المعلومات بسرعة تفوق سرعة الضّوء، من شاشات الحواسيب، والهواتف الذّكية، والمواقع الافتراضية غير أنّ الكتاب الورقي ما عاد متربّعًا على عرشه الذي انتقل الآن إلى مملكة الاتّصالات كم يبدو زمن جيلي سحيقًا، ذلك الزمن الذي أسَرَتنا فيه حقائق المعرفة، والعواطف، والهُوّيات في كُتب ابتعناها وقرأناها لم يوجد هناك أي بديل ترفيهي آخر، مُجرّد كتب ورقية، كتبٌ بنَتْنا وهَدَمتنا، كتب قد تغيّر حياتَك أشياء مقدّسة، أجل أشياء تتصفّحها صفحة إثرَ صفحة، وقد تُخطّط سطورها تخترق قلبك، صحيح تترك أثرًا، يختلف من شخص إلى آخر. أُذْهَل كلّما قابلتُ شابّا في العشرينيّات، أو الثّلاثينيّات من عمره ولا يعلم شيئًا عن عالم الكتب، ويقضي ساعات طوال وهو «يُغرّد» و«ينشر».

هذا الاقتباس من كتاب