قلادة الأديب: مختارات شعرية من العصور الأولى مع تعاليق تكشف معانيها وتضيء معمياتها > اقتباسات من كتاب قلادة الأديب: مختارات شعرية من العصور الأولى مع تعاليق تكشف معانيها وتضيء معمياتها > اقتباس

"الاطلاعَ على شِعْرِ العَرَبِ القدماء، والإحاطةَ بأبياتهم السائرة، والتضلعَ من مادَّتهم اللغوية في التعبير والمخاطبة هي الجادَّةُ الأقصر والوسيلة الأشهر -بعد معرفة الوحيين- لكلِّ من أراد أن يكون له الحظ الأوفى والقدح المعلى من القدرة على البيان عن ما يختلج بنفسه من مشاعر، وما يضطرمُ في روحه من أفكار، وما يعتمل في عقله من معارف، ولهذا المقصد الشريف وغيرِهِ جرتْ عادةُ أهلِ العلم قديما وحديثا على حفظِ بعض المنتخبات الشعرية، ما بين مقلِّ من ذلك ومُكثر، فقد صحح الأصمعيُّ شعرَ هذيل على الإمام الشافعي رحمهما الله، وحَفِظَ الطبريُّ ديوان الطِّرِمَّاح بن حكيم، وروى ابن عبد البر شعرَ أبي العتاهية، إدراكًا تاما من هؤلاء الأئمة وغيرهم أنك إن حنيت رقبتك للغة عاما، فإنها ستخدمك دهرا، ووعيا كاملا منهم أن للغوص في معرفة أساليب العرب أبلغَ الأثر على الإنسان في مَدّ رواق سلطته في التفكير والنظر العقلي، وقد روى ابن أبي حاتم في كتابه آداب الشافعي ومناقبه بسنده عن الشافعي قال: (أصحاب العربية جن الإنس، يبصرون ما لا يبصر غيرهم)"

هذا الاقتباس من كتاب