أبواب هيبنوس: كابوس الحلم الوردي > اقتباسات من رواية أبواب هيبنوس: كابوس الحلم الوردي > اقتباس

خرجتُ إلى الشارع وانتظرتُ حافلةً حكوميةً تقلني.. لم أعد قادرًا على قيادة سيارتي منذ أن دخلت ابنتي في مرضها الأخير.. بل تخطى الأمر مجرد معاناة شخصية لكارثة أصابت البشرية كلها في عامها الأخير .. عام النوم.. مرض النعاس الجبريّ.. مرض جديد ينتشر بسرعة البرق بين شعوب العالم أجمع.. يدخل المرء لينام ولا يستيقظ لأيام وشهور.. كأنهم في غيبوبة قهرية.. ولكن أجهزتهم الجسديّة تعمل في كفاءة عالية.. تحيّر الأطباء في تفسير هذا المرض.. وصنفوه جائحة عالمية وعجزوا عن فهمه وتفسيره.. فأمامهم الناس نيّام من دون استيقاظ والأعداد تزداد يومًا بعد يوم.. حتى صارت أعدادهم تقترب من ثلثي البشر.. وهذا ما اصاب ابنتي بعد انتحار أبي بشهرين.. ساد الرعب الأرجاء والشعوب.. حاول الكثيرون ألا يناموا لأيام هربًا من شبح المرض اللعين.. ولكنهم لم يتحملوا فسقطوا الواحد تلو الأخر في نوم جبريّ.. منهم من قام منه.. ومنهم من لم يعدّ.. تفاقمت الأزمة حينما مات بعض النائمين بعد عام من تلك الظاهرة من دون استيقاظ ولو لمرة واحدة.. فباتت حياتنا جحيمًا لا يُطاق..

هُلعت القلوب وترددت الأساطير ونشطت أعمال الدجالين الّذين مازالوا قيد اليقظة.. زادت حالات الانتحار خوفًا من تلك النهاية العجيبة للبشرية.. وذهب البعض لتفسير ما يحدث بأنه مؤامرة كبرى عن طريق إطلاق غاز جديد يسبب تلك الحالة في الهواء ولكن بعد انتشار النعاس الجبريّ في العالم أجمع تخلوا عن هذا الاحتمال.. ووقفوا يواجهون مصيرهم كمجاذيب مُعلقة عقولهم بسراب يبتعد.

#أبواب_هيبنوس

#عمرو_البدالي

#ن_للنشر_والتوزيع

هذا الاقتباس من رواية