حضارة العرب > اقتباسات من كتاب حضارة العرب > اقتباس

#الخداع_الماكر_والمضحك_من_زميلي_والسيولة_المالية😂

يُحظى كل شخص في باحة التعليم شخصاً سهل العُشرة ، دماث القلب ، ويرافقه أثناء تواجدهما سويا في المدرسة أو الجامعة ، وقصة اليوم تتعلّق بزميل لطالما زاملته على مطية السنوات الفارهة والأوقات المترفة والمليئة بالمزاح والأنسة ، وأزدادت ثقتي به حدّ الدّهاق إن كان كأساً ، ومابدر منه من خداع ماكر كان هو الآخر محقّا إلى حدما .

في صبيحة يوم الخداع ، زراني الصديق الحميم في المنزل ، لسابق ميثاق تعهّدت معه بأن نذهب معاً إلى فضاء قصر الخامس عشر يناير للمذاكرة معه ومراجعة الدروس ولأننا على بُعد أيام قليلة من الإمتحانات ، وبينا نذاكر أصابني السّنة والنوم فاستسلمت لهما زهاء ساعة ونيف .

وبينما أنا غارق في نومي ، أخذ مني أو سرق بتعبير أوضح مبلغا قدره الف ريال ، وأيقظني بعد ذلك بحيلة أن وقت الصلاة قد حانت ، أديت معه الفريضة وقال لي بأن " فلنذهب إلى أي مطعم بالقرب منا ولنتناول الغداء " قلت له دعنا نذهب إلى تلك السيدة التي تبيع البطاطا ، ولأننا طلاب لابأس أن نكتفي ولو بالقليل من الطعام.

رفض فكرتي قطعا وقصدنا مطعم ما واقع على شارع أربعين ، وتناولنا مايجب إضافة إلى مشروبات باردة ، وقُبيل خلاص الوجبة خرج مسرعا وذهب الى مكان سداد المبلغ ، فسددها دون أن يطلب مني شيئا يعوّل عليه ، وجدت الأمر غريبا إلى حدما ، ورجعنا إلى المطاف .

مع عودتي بدأت في تفتيش نفسي وإعادة حساب مافي جيبي ، فوجدت أنني قد فقدت الف ريال ، فبمجرد أن أخبرته بالأمر قال لي بكل بساطة " ذلك المبلغ الذي أكلناه هو الذي ضاع منك .. وأنه في الحقيقة أنني لم أضيع شيئا " غبن ولوعة وحسرة ، لأنه يظن أنني أملك سيولة مالية ، قد خلط عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليه وقد غفرت له.

#أسعد_نفسك_بنفسك_وعكّر_مزاج_الآخرين

مشاركة من محمديوسف حسن ، من كتاب

حضارة العرب

هذا الاقتباس من كتاب

حضارة العرب - غوستاف لوبون, عادل زعيتر

حضارة العرب

تأليف (تأليف) (ترجمة) 4.6
تحميل الكتاب مجّانًا