طفولتي حتى الآن > اقتباسات من رواية طفولتي حتى الآن > اقتباس

سألني أستاذ الموسيقى عن وقتي، وكيف أقضيه، فشرحتُ له أنني أدرس وأكتب شعرًا وأكتب رواية أحببتُ أن أقول له وأرى نور، لكنني اعتقدتُ أنه لن يفهم الأمر إذا جمعتُ الشعر والرواية والموسيقى ونور معًا في الحقيقة، بعد أن عرفتُ أن الفنون سبعة، اعتبرتُ نور الفنَّ الثامن أحببتُ أن أقول له أيضًا إن نور تفهمني كثيرًا؛ لستُ مضطرًا لأن أفسِّر لها شيئًا، تفهمني عندما أتكلّم، وتفهمني عندما أصمتُ مرّة قلت لها كلامًا أعجبها كثيًرا، ولستُ أعرف كيف قلتُه: أحيانًا أبحثُ

عنكِ لأصمتَ معك فقط

‫ كان الصمتُ مع نور مختلفًا، كلّه كلام وأفكار، وفي بعض المرّات يصبح حكايات، ومرّات موسيقى، ولما يأتي وقت وداعنا ونضطرّ أن نتكلّم أقول لها: «ليتني أستطيع الكتابة بسرعة أفكاري»، أو، «ليت أستاذ الموسيقى يسمع ما في رأسي من ألحان ويكتُبها» ‫

مع بداية تعلّمي للموسيقى أخبرتها: «أتمنى أن أُتقن العزف مثل أفضل العازفين» يومها سألتني: «لماذا؟»، فأجبتها «لكي أعزف للطيور، أحسّ أنها تغنّي لنا كلّ يوم، دون توقّف، لكنها لا تسمع غير صراخنا وكلامنا وشتائمنا. حين أتعلم العزف جيدًا سأعزف لها». في ذلك اليوم اختتمتُ كلامي بأن ذكّرتها: «لا تنسي أنني أحبّ كلّ شيء يطير».

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

طفولتي حتى الآن

هذا الاقتباس من رواية