طفولتي حتى الآن > اقتباسات من رواية طفولتي حتى الآن > اقتباس

راقَبَنا قاسم نصعد أعمدة الكهرباء، نتعارك مع الموت في الأعلى، نُلقي الموت أرضًا، راقَبنا بقلب مذعور، عيناه تتّسعان، ويده الوحيدة، اليسرى، ترتجف كما لو أنها مُعلّقة على حبل غسيل، تتحرّك رغمًا عنه، كأنه يكشّ الموت عنا، يبعده، وكذلك قدماه تنتفضان، تركلان الموت في معدته، لكنه في النهاية رفض أن يكون أقلّ منّا، فعلَها، بقدمين ويد واحدة.

......

.

وصعدتُ وهدفي السِّلك الأخير مددتُ يدي بحذر، لكن السِّلك كان قد هيأ كلّ ما فيه من قوة ليردع تطاولي عليه؛ ضربتْني الكهرباء، ألقتْ يمناي بقوة بعيدًا عن السِّلْك، أحسستُ بجسدي يطير في الهواء، من على قمة العمود، لكنني لم أسقط، انزلقتُ مُستخدمًا قدمَي ويدي اليسرى، أما اليمنى فكانت ترتجف، ترفُّ كجناح لم يعرف بعد أنه انكسر.

‫ وخافوا…

‫ كأن اليد يدنا كلّنا، لا يدي وحدي.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

طفولتي حتى الآن

هذا الاقتباس من رواية