زاهين > اقتباسات من رواية زاهين > اقتباس

#زاهين

ولِدْنا رجالًا، لم نعتدْ نزقَ الطفولة.

بعدَ عامين يخدش جلدَنا الشوكُ وتلفحنا حرارةُ العراء.

نرضعَ ثقافة ديننا معَ اللبن، يتمُّ تعميدُنا في معبد لالش، بعدَها تظلُّ أصواتُ أمَّهاتنا نواقيس تصحو عليها أيامُنا القادمات. لا نلعبُ بحصانٍ خشبي أو عربةٍ من لعب الأطفال الحديثة.. ألعابنا بيننا نحنُ كصغار.

نتسلَّق جوانبَ الجبال، نقفزُ من صخرةٍ لأخرى أو نتربَّع فوقَ حجر الهضاب نتطلَّع إلى تهادي قطراتِ المطر ونحنُ نجمعُها في حجورنا، وننطلق بها عدْوًا لبيوتنا، والفائز هو مَن يظلُّ يحتفظُ ببعض الماء في كفِّه وهو يشمِّر ملابسَه باليد الأخرى. نقبع في مكان وهدٍ لنصطاد الأرانب أو الأفراخ البرية، ونعودُ لبيوتنا فرحينَ وسطَ فرحة أمَّهاتنا وفخرِ آبائنا بهؤلاء الصِّغار الذين صاروا رجالًا قبل الأوان.

رغمَ ضراوة الحياة في مَرابعنا وسطَ الأغنام وتحتَ الشمس التي تحرقُ جلودنا، تعمِّدنا أشعتُها كما يعمِّدُنا آباؤنا في بئر لالش.

لم نملكْ رفاهية الحب، أعرافُنا قاسية كما الحياة؛ لذلك تكبِّل القلوبَ بقيودها الخشنة، ورغمَ أنّنا لا نختار؛ وقعَ قلبي في اختبار الحبِّ! ظننتُه قد كُبَّل جيدًا، ولا يمكن أن يتفلَّت أو يخرج عمّا رسمته له، ولكنَّه عقَّني.

مشاركة من Hanan Elhawary ، من كتاب

زاهين

هذا الاقتباس من رواية