سمٌ في الهواء > اقتباسات من رواية سمٌ في الهواء > اقتباس

لم أخف من أي احتمال يهددني، فمنذ مراهقتي الأولى وسط نيران بلدتي والخطر يناديني سرّاً وأستجيب، أتقدّم في اتجاهه بدلاً من أن أفرّ هارباً إلى الجهة المقابلة. من بعدها، تذكرت رفاقي القدامى فهاتفتهم على الرقم الذي تركوه لي فسألني صوت في الجانب الآخر باقتضاب إن كنت ما زلتُ على عهد الثورة والرفاق، فسمعت نفسي أجيب ”نعم“ من دون تفكير. أبلغني مَن هاتفته أن رسائل مرمّزة ستصلني إلى الفندق الذي أنزل فيه وأنهى المكالمة من دون كلمة وداع. في الواقع، كنت قد ابتعدت عن أفكار ليون تروتسكي لأعود وأعتنق عذابات الشاعر غوته لكنني لم أشأ خسارة صداقة الرفاق فانتظرت رسالتهم. نادتني صاحبة النزل بعد أيام بلهجة ساخرة ومعاتبة بالصوت العالي: ”رسالة غرام لصاحب الذوق الرفيع“.‬

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

سمٌ في الهواء

هذا الاقتباس من رواية