البرّاني > اقتباسات من رواية البرّاني > اقتباس

‫ عند بداية تأسيس فيوتسيتي، كان النزاع على أشدّه حول العملة الرسميَّة التي سيكون بها التعامل بالبلد الناشئ. وخلال الأيَّام الأولى للمشروع، كانت الفكرة أن تكون كلّ العملات العالميَّة مقبولةً في التعامل اليومي وتقوَّم بناء على قيمتها السوقيَّة، لكنَّ ذلك أوجد حالةً من الارتباك وسبيلاً للمضاربة كاد يعصف بالمدينة الوليدة، قبل أن يتقدَّم المهندس الشابّ حينها حمُّود الجملوديّ المنضمّ حديثًا لاتِّحاد العقول المهاجرة باقتراح إنشاء عملةٍ رقميَّةٍ مرتبطةً بالهواتف الذكيَّة تكون قائمةً على الطاقة الإنتاجيَّة للفرد، ويكسب من نقاطها بحسب ساعات عمله، وتكون قيمتها السوقيَّة مرتبطةً بمدى إنتاجيَّة المجتمع الذي يعيش في فيوتسيتي، واقترح تسميتها تايم كوين، أيْ عملة الوقت؛ وأن تكون كلّ وحدةٍ منها تساوي دقيقةَ عمل، على أن تُقدَّر رواتب الموظَّفين بحسب الدرجات الوظيفيَّة، فلكل درجةٍ قيمةٌ خاصَّة مقابل دقيقة عملها.

‫ حَظِي المقترَح بتشجيعٍ كبير من طرف الشركات التقنيَّة، وموَّل الاتِّحاد العالميّ للشركات التقنيَّة المشروع الرائد، وصمَّم الجملوديّ وفريقٌ تقنيّ الخوارزميَّاتِ الخاصَّة لإنتاج عملة تيكوين بلغةٍ عالية التشفير، بحيث تُعطي لكلِّ شخصٍ من سكَّان الجزيرة رمزًا فريدًا يُدخله مع بداية عمله، ومرتبطًا بمجسّ للتعرُّف على الوجه؛ زوّدت كلّ أماكن العمل في البلاد بما فيها أكشاك الصحف ومحلاَّت الورود ومحطَّات الانتظار بمعرِّفات الوجوه، وطوَّر الفريق تطبيقًا هاتفيًّا يسمح للموظَّفين غير المرتبطين بأماكنَ عملٍ محدَّدة أن يسجِّلوا بدايةَ وقت عملهم عبر التطبيق على أن يسجِّل خروجهم بمجرَّد قضائهم عشر دقائق خارج صفحة العمل المرتبطة بشركتهم.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

البرّاني

هذا الاقتباس من رواية