في غرفة الكتابة > اقتباسات من كتاب في غرفة الكتابة > اقتباس

‫ وسرعان ما يصير هذا المستهلك منتِجًا للآراء النقدية، بلا أي مؤهلات أو معايير أو مقومات، ناقدًا من منازلهم، وموجِّهًا للذائقة من وراء شاشة الكمبيوتر، وكلما كان أغلظ قولًا وأثقل ظلًّا في الجدالات التي تثار حول عملٍ ما استطاع أن يثبت وجهة نظره، ولو عن طريق الاستمرار لوقت أطول من الآخرين. وقد نجد المبدع، بجلالة قدره، صار يتوجه بفروض الولاء والطاعة والامتنان لهذا القارئ المحترف، الذي صار يرفع ويضع بتوجيه دفة السوق وقطعان المشترين، شأنه شأن نقاد الزمان القديم أو المؤسسات الرسمية المانحة والراعية للفنون والثقافة.

‫ مع دوران عجلة إنتاج الفنون والأدب يدور المستهلكون المحترفون مع السواقي وفي الأسواق، شاعرين بمسؤولية خطيرة ناحية كل جديد يظهر. يصير التأني في الحكم رذيلة، وتهديدًا بفقدان مكانتك المميزة كمتابِع يقظ. وبخلاف أي شكل آخر من أشكال الاستهلاك، ففي استهلاك الفنون ما يوحي بالمكانة الخاصة والرقي والتميز، والانفصال عن القطيع الأوسع للعامة الذين لا يملكون الوقت والنقود الزائدة عن النفقات الضرورية، لممارسة مثل تلك الأنشطة.

مشاركة من إبراهيم عادل ، من كتاب

في غرفة الكتابة

هذا الاقتباس من كتاب