طواحين بيروت > اقتباسات من رواية طواحين بيروت > اقتباس

كان قد مضى على سفرتها الأخيرة إلى بيروت شهران، وحدها كانت كما أوصاها جابر، كما يوصيها كل مرة، ووحدها كانت تريد أن تكون اليوم. ولكن ماذا تصنع بتميمة؟ ترفض البقاء في البيت، لو تنتظريني عند خالتك في صيدا، شادت تميمة برأسها سلباً فتمتمت آمنة وهي ترفع السلة إلى كتفها، أعوذ بالله من هذا الجيل، أو بدلاً من أن تمشي في الدرب اتجهت إلى وراء البيت، إلى حيث تعرف تميمة، فصاحت تلحق بها، متى نخلص من حاجاتك؟ طمني بالك! أنا لن أقضي حياتي في هذا ألقن مثلك إكراماً لك ولابنك. قلت لك ألف مرة انزعي بيروت من رأسك، صيدا وبس! لم تجب تميمة، فاستطردت ألام ملاطفة. بيروت لها ناسها، يا بنتي، تقول ذلك وهي موقنة أن كلامها ينزلق عن تميمة كما ينزلق المطر عن البلاط

مشاركة من فريق أبجد ، من كتاب

طواحين بيروت

هذا الاقتباس من رواية