الأجنحة المتكسرة > اقتباسات من رواية الأجنحة المتكسرة > اقتباس

الليلة أمام وجه القمر وباطلًا ضَمّنا الروح في

ظلال هذه الياسمينة؟ هل تسرَّعنا بالصعود نحو الكواكب فكلّت أجنحتنا وهبطت بنا إلى الهاوية؟

هل فاجأنا الحب نائمًا فاستيقظ غاضبًا ليعاقبنا؟ أم هيجت أنفاسنا نسمات الليل فانقلبت ريحًا

شديدة لتمزِّقنا وتجرفنا كالغبار إلى أعماق الوادي؟ لم نخالف وصية ولم نذُق ثمرًا، فكيف

نخرج من هذه الجنة؟! لم نتآمر ولم نتمرّد، فلماذا نهبط إلى الجحيم؟! لا لا وألف لا ولا. إن

الدقائق التي جمعتنا هي أعظم من الأجيال، والشعاع الذي أنار نفسينا هو أقوى من الظلام، فإن

فرقتنا العاصفة على وجه هذا البحر الغضوب فالأمواج تجمعنا على ذلك الشاطئ الهادئ، وإن

قتلتنا هذه الحياة فذاك الموت يحيينا.إن قلب المرأة لا يتغير من الزمن ولا يتحول مع الفصول، قلب المرأة ينازع طويلًا، ولكنه لا

يموت. قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه، فهو يقتلع أشجارها

ويحرق أعشابها ويلطّخ صخورها بالدماء ويغرس تربتها بالعظام والجماجم، ولكنها تبقى هادئة

ساكنة مطمئنّة، ويظلّ فيه الربيع ربيعًا والخريف خريفًا إلى نهاية الدهور … والآن قد قُضي

الأمر، فماذا نفعل؟ قل لي ماذا نفعل وكيف نفترق ومتى نلتقي؟ هل نحسب الحبّ ضيفًا غريبًا أتى

به المساء وأبعده الصباح؟ أنحسب هذه العاطفة النفسية حلمًا أبانه الكرى ثم أخفته اليقظة؟

أنحسب هذا الأسبوع ساعة سُكْرٍ ما لبثت أن قضت بالصحو والانتباه؟ … ارفع رأسك لأرى عينيك يا

حبيبي. افتح شفتيك لأسمع صوتك، تكلم، أخبرني، حدثني، هل تذكرني بعد أن تغرق العاصفة

سفينتَيْ أيامنا؟ هل تسمع حفيف أجنحتي في سكينة الليل؟ هل تشعر بأنفاسي متموِّجة على وجهك

وعنقك؟ هل تصغي لتنهُّداتي متصاعدة بالتوجّع منخفضة بالغصات؟ وهل ترى خيالي قادمًا مع

خيالات الظلام مضمحلًّا مع ضباب الصباح؟ قل لي يا حبيبي، قل لي ماذا تكون لي بعد أن كنت

نورًا لعيني ونغمة لأذني وجناحًا لروحي، ماذا تكون؟ فأجبتها وحبات قلبي تذوب في عيني: سأكون لك يا سلمى مثلما تريدينني أن أكون. فقالت: أريدك أن تحبَّني، أريدك أن تحبني إلى نهاية أيامي، أريدك أن تحبني مثلما يحب

الشاعر أفكاره المحزنة، أريدك أن تذكرني مثلما يذكر المسافر حوض ماء هادئ رأى فيه خيال وجهه

قبل أن يشرب من مائه، وأريدك أن تذكرني مثلما تذكر الأم جنينًا مات في أحشائها قبل أن يرى

النور، وأريدك أن تفكّر بي مثلما يفكّر الملك الرؤوف بسجين مات قبل أن يبلغه عفوه، أريدك أن

تكون لي أخًا وصديقًا ورفيقًا، أريدك أن تزور والدي في وحدته وتعزّيه في انفراده؛ لأنني عما

قريب سأتركه وأصير غريبة عنه. فأجبتها: سأفعل كل ذلك يا سلمى، سوف أجعل روحي غلافًا لروحك، وقلبي بيتًا لجمالك، وصدري

قبرًا لأحزا

مشاركة من M_sh ، من كتاب

الأجنحة المتكسرة

هذا الاقتباس من رواية