ستنتظركَ
وهي تعبثُ بهاتفها أو تبعثر خزانتها الصغيرة او ترسم في حديقة،
او على مقعد تتأمل السقف او مستلقيةً تقرأ كتابها المفضل او أمام
مرآة شاردة وراء ملامحها تفكر أو تكتب بجانب نافذة أو تترنم
بأغنية قديمة او تعانق بياض أمها وتختنق البكاء أو ممسكة بيد اختها
الوحيدة من شدة الحزن، سواءٌ اكانتْ تعيدُ اللحافَ على ظهر أختها
أم تضع الحبوب ليلًا لتفاجئ عصافير الشرفة،
الفتاة التي تحبكَ تبحث عنك في كل شيء، وتنتظركَ في كل
مكان، وحياتها واقفة على قدم واحدة، يؤلمها الوقتُ وغيابكَ،
ولا تتوقف عن حبس دموعها، والإلحاح على الله بأنها تحبك،
تخترع ابتهالات مطولة معه لأجلك لكنها في نهاية الأمر
تبكي بعد أنْ تجف كلماتها وتطلب من الله في ختام
ابتهالاتها : أنْ يدلها لطريق لا يؤدي إليك، لباب لا يفتح على
قلبك، لشيء لا يزيد تعلقها بك..
لكنها في نهاية الأمر تضعف وتذوي وتطلب من الله
أن يسامحك، ويسكنها قلبكَ.
مشاركة من أسماء كمال مروات
، من كتاب