أثر الفراشة > اقتباسات من كتاب أثر الفراشة > اقتباس

حتى لو لم تكوني ما أنت عليه من حضور باهر ، سأكون أنا ما أنا عليه من غياب فيك ... باطن وظاهر . شفاف حضورك وبلوري

أرى ما وراءه من حدائق ، فأنخطف إلى متاهات عليا لا يبلغها خيال تبهجه سعة المجاز ويحرجه فقر الكلام المتداول .

أقول ما أقول لك بلغة تفتقر إلى كثافة العسل وخفة الفراشة ...

في حضرة هذا الممكن المتمكن من رفع المصادفة إلى مرتبة الإعجاز .

فإلى أين يأخذنا صمتك المضفي على الكلام الغامض

إغواء التورية ؟ كأني لم أكتب من قبل ،

ولم أحفظ ما كتبت لك في سري .

وشفاف حضورك ، فلا أدري إن كانت روحك تسكن جسدك ، أم أن جسدك يلبس روحك ويشع لؤلؤة في عتمتي .

يختلط علي الشكل والجوهر ، فأرى الشكل جوهرا ،

والجوهر شكل الكمال .

وأباريك في الصمت لئلا تزل بي كلمة فأسقط على ما كنته قبلك من ارتجال متعثر .

لا ، لست شاعرا ينتظر قصيدته في ما تنثرين من إيماءات ،

أنت وأنا - إن كان لنا أن نجتمع في عبارة واحدة كما نحن هنا في غرفة واحدة - ضيفان خفيفان على ما يسبق المعنى من غيوم ، ممتلئان بحنين الطير إلى شجر الليل ، بلا فكرة عن غد لا يعدنا بغير الأمل . فأحضر وتغيبين .

وأنظر إلى غيابك يهيل علي سماء ما .

حتى لو لم تكوني ما أنت عليه من غياب .

سأكون أنا ما أنا عليه من حضور . كأنك معي .

كأني في حاجة أكثر إلى ما هو أقل !

مشاركة من Hend Abdelrahim ، من كتاب

أثر الفراشة

هذا الاقتباس من كتاب

أثر الفراشة - محمود درويش

أثر الفراشة

تأليف (تأليف) 3.9
أبلغوني عند توفره