يروي الشيخ عَلي الطَّنطاوي قصةً من المناسِب ذِكرُها هنا، ويقول إن هناك أخوَين توأمَين في بطنِ أمِّهما، لم يولَدَا إلى الآن، ويَعيشانِ بأحسَنِ عيشةٍ، طعامُهما يصِلُ إليهما، ويَتَسامرانِ ويَضْحكانِ، ويَظُنَّان أنَّهما بلَغَا غايةَ الدُّنيا، وهُم إلى الآن في بطنِ أمِّهما، فهذا أقْصى نَظرِهما مرَّت الأيَّامُ، وحان وقتُ الوِلادةِ، فخرجَ الأوَّل وكان يَبْكي، وكأنه يقولُ: إنَّني سأوَدِّع دُنيايَ، وأترُك هذا النعيمَ، ولسانُ حال الآخَر أن أخاه سيُفارقُه، بل سيموتُ ويَنتهي، ولن يلْقاه، إنها النهايةُ ولكن بعدَ لحظاتٍ يَسيرةٍ يخرُجانِ من عالَمهما الصَّغير إلى عالمٍ واسعٍ، إلى دُنيا كبيرةٍ، فعَلِما أن عِلمَهما السابقَ لا شيءَ، وأن نهايتَهما ما هي إلا بدايةٌ، وهكذا
لعله خير : لا نحتاج حياة أخرى، بل عقلية أخرى! > اقتباسات من كتاب لعله خير : لا نحتاج حياة أخرى، بل عقلية أخرى! > اقتباس
مشاركة من Salmah
، من كتاب