حياتنا بعد الخمسين > اقتباسات من كتاب حياتنا بعد الخمسين > اقتباس

مسئوليات. والهم الذي يشغلنا يحرك أذهاننا ونفوسنا وأجسامنا فيوقظ حيويتنا. والزوج يحمل هموم عائلته في حين أن الأعزب يعيش حرًّا خليًّا لا يحمل هم الكسب لأولاده ولا يفكر في نجاحهم. ولكن خلوه من هذه الهموم لا يزيده استمتاعًا بالحياة بل هو لا يطيل عمره، لأن جميع الإحصاءات تثبت أن المتزوجين يعمرون أكثر من العزب. وصحيح أن بعض هذا التعمير يعود إلى انتظام المعيشة الزوجية التي لا يجد مثلها الأعزب، ولكن بعضه أيضًا يعود بلا شك إلى أنه يحمل هموم العائلة التي ترهف ذهنه ونفسه.

وعبرتنا مما ذكرنا أن الهموم الخفيفة، والاهتمامات العامة، مفيدة تبعث الحيوية وتطيل بقاءها بعد الخمسين والستين. وهموم كل منا تتبع ظروفه الخاصة. ولكن الاهتمامات عامة. وعلي كل منا أن يرعاها وينميها، بل يزكيها. وأن يرتفع بها على مستوى النبات والحيوان إلى المستوى الإنساني. فيهتم بوطنه، وبالعالم، يدرس الثورات التي غيرت الدنيا وجددت المجتمع. ودراسة الثورات عند المسنين هي خير ما يبعد عنهم الجمود الذي يفصل بينهم وبين العصر الذي يعيشون فيه.

هذا الاقتباس من كتاب