أباطيلٌ وأسمار > اقتباسات من كتاب أباطيلٌ وأسمار > اقتباس

والصحيفة والمعلّم، كلاهُما عِوَضٌ عن ثَدْيِ أمّه، (يتكلم عن الصغير الناشىء)، فإنّه يرتضِعُ منهما مادّة بنائه العقلي والنفسي، فإذا تلقّى سوء النظر، وفسادَ التفكير، وخَطَل الرأي، فإنما يتلقّى سموماً لا يكاد يبرأ من عَقَابيلها ما عاش، فإذا فوجىء في خلال ذلك التكوين، وهذا شيء لا مفرّ منه، بما يصادم ما تلقَّاه، اندلعتْ في كيانه بلبلةٌ أشدُّ من زلازل الأرض، فلا يكادُ ينجو من آثار التدمير الفظيع الذي يورثه إياه الزلزال الأكبر. مع فقدان القدرة على بناء ما تهدمّ في نفسه. ثم ينطلق على ذلك فيكبر ويصلب عوده، ولكنه يبقى بناءً متهدماً في داخله، لا يستقيم له رأيٌ ولا نظرٌ ولا إدراك، فإذا تولّى أمراً، فإنمّا يتولاه ليُتْلِفه ويدمّره من حيث يدري ولا يدري.

مشاركة من عمــــــــران ، من كتاب

أباطيلٌ وأسمار

هذا الاقتباس من كتاب