كتاب اللاطمأنينة > اقتباسات من كتاب كتاب اللاطمأنينة > اقتباس

لأننا نمتلك ، عارفين ، أو جاهلين ، نوعا من الميتافيزيقا ، كذلك نمتلك أيضاً ، شئنا أم أبينا ، أخلاقاً معينة . شخصياً أخلاقيتي شديدة البساطة : علي ألا أفعل بأي كان لا شراً و لا خيراً . ألا أفعل شراً بالغير ، لا لأنني أعترف للآخرين بالحق نفسه الذي أؤمن به لنفسي ،بألا يضايقني أحد ، و لكن لأنهيبدو لي أن ثمة من الشرور الطبيعية ما يغني عن المزيد من الشر الذي نضيفه إليها . إننا جميعا نعيش في هذا العالم ،على ظهر سفينة أقلعت من ميناء نجهله صوب ميناء لا نعرف عنه أي شيء ، ينبغي أن يمتلك الواحد منا تجاه الآخر القدر الضروري من اللطافة التي يستلزمها السفر . الأمر الثاني هو ألا أسدي خيراً لأحد ،لأنني لا أعرف ماهو الخير ، و لا إن كنت أفعله عندما يبدو لي أنني أفعله . هل أعرف كم من الضرر أقترف إذ أمنح صدقة ؟ هل أعرف كم من أضرار ألحق بالغير إذا أربي و أعلم ؟ في الشـكْ ، أحبس نفسي.و يبدو لي ، بالإضافة إلى ذلك أن المساعدة أو التوضيح الممكن تقديمهما للغير ، هما، بمعنى من المعاني ،إقتراف للشر بالتدخل في حياة هؤلاء الغير .إن الطيبة محض نزوة مزاجية : لا يحق لنا أن نجعل من الآخرين ضحايا لنزواتنا ، ولو كانت نزوات تفيض إنسانية و حنواً . المنافع أشياءتفرض فرضاً ،كذلك ، أمقتها ببرود.

(...)

هذه هي أخلاقي ، أو ميتافيزيقاي ، أو أناي : عابر سبيل بالنسبة إلى كل شيء أنا -حتى بالنسبة إلى روحي ذاتها-لا أنتمي إلى شيء ، لا أشتهي شيئاً ،لست بشيء: مركزٌ مجرد لأحاسيس لاشخصية ،مرآة هوت حاسةً صوب تنوع العالم .بهذا لا أدري إن كنت لا سعيداً ، و لا شـقيـاً ،و لا حتى ذلك يهمني .

مشاركة من Noufel Bouchareb ، من كتاب

كتاب اللاطمأنينة

هذا الاقتباس من كتاب