رقصة الظلال السعيدة > اقتباسات من كتاب رقصة الظلال السعيدة > اقتباس

«. حينما أعود من لندن، يمكنك أن تأتي وتلعبي في منزلي بعد المدرسة » : قالت مايرا

ومن خارج نافذة المستشفى تناهى صوت واضح لشخص ما يلعب «. حسنًا » : قلت

في الشارع، ربما يلاحق آخر ما تبقى من كرات الثلج في هذا العام. هذا الصوت غمر

مايرا — بهجتها وكرمها، والأهم من كل ذلك، مستقبلها الذي أوجدت لي فيه مكانًا —

بالكآبة والقتامة. كل الهدايا الموضوعة فوق فراشها، والأوراق والشرائط المطوية، تلك

العطايا المشوبة بالإحساس بالذنب، غمرتها هذه الكآبة، وما عادت أشياء بريئة يمكن لمسها وتبادلها وقبولها دون خطر. لم أعد أرغب في أخذ الحقيبة، لكنني لم أستطع أن

أفكر كيف يسعني أن أتملص، وأي كذبة يمكن أن أختلق. فكرت أن أهبها لأي شخص،

لن ألهو بها أبدًا. سأدع أخي الصغير يمزقها.

عادت الممرضة، حاملة كوبًا من الحليب بالشوكولاتة.

«؟ ما الأمر، ألم تسمعي أزيز الجرس » : قالت

هكذا أطُلق سراحي، حررتني الحوائل التي باتت مغلقة حول مايرا، حررني عالم

المستشفى الجليل المجهول الذي يفوح برائحة الأثير المخدر، وحررني غدر قلبي. قلت:

«. حسنًا، شكرًا لك، شكرًا لك على هذا. وداعًا »

هل حدث أن قالت مايرا وداعًا؟ على الأرجح لا. جلست في فراشها المرتفع، وعنقها

الأسمر النحيل يطل من لباس المستشفى الواسع جدٍّا عليها، بينما وجهها الأسمر المنحوت

غافل عن غدري، وقد صارت هداياها — بعد أن دُبر لها أن تُستخدَم استخدامات نبيلة

— منسيةً مثلما كانت هي تقبع منسية في الرواق الخلفي في المدرسة.

هذا الاقتباس من كتاب