رقصة الظلال السعيدة > اقتباسات من كتاب رقصة الظلال السعيدة > اقتباس

تغيَّر أبي أيضًا منذ أن جاءت ماري. عندما كان يأتي إلى الحجرة ليتناول وجباته كانت تنتظره دائمًا، فمزحة مع أبي تجعلها تتورم كضفدع كبير، فتبدو بمظهر شرس ويحمرُّ وجهها. كانت تضع حبات الفاصوليا البيضاء غير المطهوة في حسائه، قاسية كالحصى، وتترقب لترى هل ستجعله آداب الطعام يأكلها أم لا. كانت تُلصِق شيئًا بقاع كوبه الزجاجي كي يبدو كالذبابة، وتعطيه شوكة بسن ناقص وتتظاهر أنه من قبيل الصدفة. فيقذفها عليها، دون أن تصيب الهدف، مما أفزعني على نحو هائل. كان أمي وأبي يتحدثان بهدوء وبجدية عندما يتناولان العشاء، لكن في عائلة أبي حتى الراشدون يمارسون الحيل بالديدان والخنافس المطاطية، ودائمًا ما تُدعَى العمَّات السمينات للجلوس على مقاعد متداعية، والأعمام يُخرِجون الريح على الملأ ويقولون (ووه ! إلى أين؟( فخورين بأنفسهم كما لو أنهم عزفوا بالصفير لحنًا مركَّبًا. لا أحد قد يسأل عن عمرك دون إغاظتك بلغو فارغ؛ لذا كان أبي يعود إلى السلوكيات العائلية مع ماري ماكويد، مثلما عاد إلى تناول أكوام من البطاطا المقلية ولحم الخنزير المملح وفطائر الطحين السميكة، واحتساء الشاي السادة والمركَّز كالدواء من إبريق الشاي المعدني، وهو يقول في امتنان

ماري : تعلمين ما يجب على الرجل تناوله، مضيفًا: أَلَا تظنين أنه آنَ الأوان ليكون لك رجلٌ :

تُطعِمينه؟ وهو ما جلب عليه، ليس شوكة مقذوفة، بل منشفة تنظيف الأطباق.

هذا الاقتباس من كتاب