سوناتا لأشباح القدس > اقتباسات من رواية سوناتا لأشباح القدس > اقتباس

فتح الكراسة النيلية لأول مرة، شم رائحة الأحياء المقدسية، وحرارة الخبازين كما وصفتها له مي بدقة وبكل تفاصيلها عندما كانت تخرج مع خالها غسان ليلا في شوارع القدس لتشتري خبزا عربيا. أو عندما يعودان من سهرة من السهرات الليلية، عند أحد أصدقائه، أو من السينما أو المسرح. رأى الفراشات الجميلة تتسابق نحو نوار حدائق حي المغاربة، وطيور أشجار القدس، تخرج من الكراسة الصغيرة وتفلت من عقال الورق الأصفر لتستقر على شرفات البيت العربي القديم حيث كل شيء اندثر ولم يبق ما يدل على أن حياة زاخرة بالفرح والسعادة كانت تملأ المكان حفيفا وشوقا وحنينا. ثم أغلقه بسرعة مخافة أن تستيقظ الأشباح الخفية التي كانت تنام وراء كل هذه الألوان وهذه القصص.

مشاركة من sihem cherrad ، من كتاب

سوناتا لأشباح القدس

هذا الاقتباس من رواية