الفشل في النوم مع السيدة نون > اقتباسات من رواية الفشل في النوم مع السيدة نون > اقتباس

كأنني كنت أشعر بيقين تام أنني، وابنتي خالي مراقبين من الجميع.. في الطفولة يمكنك تخيّل أن المراقبة لا تقتصر على البشر، وإنما تشترك في مهمتها جميع الأشياء التي تحيط بك سواء كانت زخارف، ولوحات الحوائط، أو حتى أدواتك المدرسية.. أشياء تراقبك، وتسجّل كلماتك، وأفعالك، وربما أفكارك أيضاً، وفي وقت ما ستُبلغ أباك وأمك بها إن لم تكن قد أبلغتهما بالفعل أولاً بأول.. كنت أشعر بأن كل من حولنا يعرفون آثامنا السرية، وأن سكوتهم ليس إلا تحضيراً للجزاء الملائم.. أنهم ربما يعطون لنا فرصة آخذة في التضاؤل لعدم التمادي في الذنب، وإيقافه بإرداتنا قبل أن يزيد الاستمرار فيه من هَول العقاب.. العقاب الذي كلما تأجّل كلما أصبح أكثر بشاعة.. لكن الجزاء ليس كله ضرب، وإهانة يا دكتور.. ربما في أوقات غير محسومة قد يكون مجرد النبذ، التجاهل، الخصام المقترن بنظرات الحزن، وخيبة الأمل هو الجزاء الأعنف.. أن تتحول فجأة إلى الفاسد الملعون، الذي خان الثقة، وحطم أحلام الطيبين، المغلوبين على أمرهم‍!

هذا الاقتباس من رواية