انتهيت من قراءة رواية المكتبة المسكونة لكريستوفر مورلي، ووجدتها مزيجًا رائعًا من الغموض، والتشويق، والفلسفة.
أبدع الكاتب في رسم شخصية “روجر”، العاشق للكتب، الذي انعكست ثقافته وفلسفته في كل حوار يدور على لسانه. أما “أوبري”، فشدتني شجاعته وتطوره، إذ انطلق من رغبته في حماية من يحب، ليجد نفسه في مغامرة تكشف مؤامرة غامضة، تضيف بعدًا مثيرًا لأحداث الرواية.
أعجبتني كثيرًا الحوارات المتأثرة بالكتب، وكذلك الرسائل التي تحملها الرواية حول قيمة القراءة. روجر جعلني أتأمل في فكرة أن الإنسان هو من يمنح العمل معناه، فرغم أنه يبيع كتبًا مستعملة، يرى نفسه يؤدي أعظم وظيفة؛ لأنه يغذي العقول، والقراءة هي أساس كل نمو وتطور.
ولا غرابة في ذلك، فأول ما نزل من القرآن الكريم كان: “ اقرأ” . نعم، عشاق القراءة كثيرون، لكن من ينتقي الكتب الجيدة؟ هذه الرواية واحدة من تلك الاختيارات الراقية، وأعتبرها بحق من أجمل روايات القرن العشرين.
السرد كان ممتعًا، وإن طالت بعض الفصول قليلًا فأضفت بعض الملل الطفيف، لكنها لا تُنقص من جمال العمل.
أعطي الرواية خمس نجمات وبجدارة .