اقتباسات من كتاب ما رأيك يا سيد دو بوتون؟ حوارات عن الفكر والحب والحياة

فالطفل المُرغَم على التأقلّم مع العالم ورغبات الكبار في وقت مبكّر من حياته، أو مَن يُلقى على كاهله مطالب غير متوافقة مع سِنّه، هو أبرز المرشحين للإصابة بمشكلات عقلية ونفسية

أن أفضل معروف نستطيع أن نسديه لإنسان نحبّه هو تركه بمفرده، أن تدعيه يذهب متى أراد الذهاب، وألا تفرضي نفسكِ عليه، لأنك تمثّلين عبئًا.

❞ علينا البدء بقبول أننا نسعى كل يوم إلى صون أنفسنا من الانهيار، ❝

❞ لأني أظن أن واحدة من أبشع الإهانات التي يمكن لحبيب أن يوجّهها إلى حبيبه في عالمنا المعاصر أن يقول له: «أريد أن أغيِّركَ» ❝

❞ وأظن أن الشعور بالقبول لدى الآخر هو شعور مثير في حد ذاته، الشعور الذي يصالح بيننا وبين أنفسنا، ويجعلنا نشعر بقبول الشخص آخر قبولًا عميقًا. ❝

❞ فالصداقة في جوهرها رابطة توحِّد بين شخصين مصابين بالضعف الإنساني وهشاشة المشاعر ❝

تضخّ وسائل الإعلام طوفانًا يوميًّا من الأخبار والمعارف التي تتعلق بالحسّ المشترك، وتحاول تثبيتها في رؤوس البشر كل يوم. ومع ذلك فثمة حالات يكون فيها الحسّ المشترك طافحًا بالحماقة والأخطاء والتحيّزات المثيرة للرثاء أكثر من غيرها؛ ولهذا تجعلنا الفلسفة نُخضِع جميع أوجه الحسّ المشترك لسلطان العقل، حيث تريدنا الفلسفة أن نفكَّر بأنفسنا وأن نكون أكثر استقلالية، وأن نسأل أنفسنا: هل ما يقوله الناس عن الحب والمال والأطفال والسفر صحيح حقًا؟

أعتقد أنَّ ما يصبو إليه الناس في الحقيقة في كثير من الأحيان هو الحب، ولُطف المعاملة، ونَيْل احترام المجتمع. ومن غريب المفارقات أن الشهرة لا تقدِّم لكَ هذه الأشياء. الشهرة هي أقصر الطُرق التي توصلك إلى الإصابة باللوثة العقلية، والاضطراب والاغتراب، والوحدة والشعور بالعُزلة؛ ولهذا السبب يُصاب عدد كبير من المشاهير بالجنون، وهي ليست الباب الذي يفضي إلى العقل السليم أبدًا.

واعلمي أنَّ أشدَّ أعداء الحب والعلاقات الصحّية والصداقات المتينة هو إعجاب المرء بنفسه [إعجاب كل ذي رأي برأيه].

وجهة نظري حول ما ينبغي للإنسان أن يتكلّم فيه في أول مقابلة هي البُعد عن الزهو، وتجنّب التباهي بإنجازاته الشخصية، بل على العكس تمامًا ينبغي للمرء أن يقول: «أهلًا..، كيف حالك..، أنا مجنون بعض الشيء»(10)

لو قابلتَ شخصًا لأول مرة، فلا تبحث على الجوانب الإيجابية في شخصيته، بل ضع في حسبانك أن في شخصيته خللًا كبيرًا، بعبارة أخرى: تعاملْ مع كل إنسان تقابله كما لو كان يعاني من مصيبة حقيقية!

لو قابلتَ شخصًا لأول مرة، فلا تبحث على الجوانب الإيجابية في شخصيته، بل ضع في حسبانك أن في شخصيته خللًا كبيرًا، بعبارة أخرى: تعاملْ مع كل إنسان تقابله كما لو كان يعاني من مصيبة حقيقية!

❞ «ينطوي كل وقوع في الحب عن فكرة انتصار الأمل على المعرفة» ❝

العائلة اختبار حقيقي لصلابة الحب، فنحن لا نستطيع هَجْر عائلاتنا تمامًا، وهو ما يجعل فكرة العائلة جذّابة وآسرة، لأنكَ تجد نفسك وسط مجموعة من الأفراد الذين لا قرار لك في اختيارهم، ولم تكن لتختارهم لو كان الأمر بيدك، ومن هنا أقول: إن تحقيق التوافق والانسجام هو الإنجاز الحقيقي للحب، وهو ليس شرطًا مسبقًا للحب كما نتصوّر في أيامنا هذه بأسلوب تفكير مائع بعض الشيء.

بالفيلسوف (سينيكا) ومقولاته المأثورة: «وما جدوى البكاء على شطرٍ من حياةٍ تقضّت، في حين أن الحياة بأكملها تسجلب الدموع؟»

وهذا ما يبرع الفلاسفة في الاحتفاظ بها؛ فعندما سمع الفيلسوف الرواقي زينون الإيلي خبر فقدان جميع ممتلكاته في تحّطم سفينة في عرض البحر، قال ببساطة: «يأمرني القَدَر أن أكون فيلسوفًا أقلَّ تذمّرًا وندبًا لحظي»

فعندما سمع الفيلسوف الرواقي زينون الإيلي خبر فقدان جميع ممتلكاته في تحّطم سفينة في عرض البحر، قال ببساطة: «يأمرني القَدَر أن أكون فيلسوفًا أقلَّ تذمّرًا وندبًا لحظي».

لقد أدركت أن الحياة ما هي إلا سلسلة من المنغصّات، ولكن لا ضير في ذلك ما دمتَ قادرًا على الإمساك بزمام الأمور بشكل أو بآخر، وما دامت أمامك غاية تنشدها، وتشعر أنك تمضي نحوها قدمًا، وتنمي من خلالها معرفتك بنفسك، وتحقيقك لذاتك.

«كي يحظى الطفل بتربية تُمكِّنه من اكتشاف أعمق جوانب شخصيته، فلا بد له من الدخول في تحدٍ ضد شخص ما، بل حتى كره هذا الشخص في بعض الأحيان، دون أن يؤدي ذلك بالضرورة إلى حدوث انهيار العلاقة بين الطفل وأبويه»

«وما جدوى البكاء على شطرٍ من حياةٍ تقضّت، في حين أن الحياة بأكملها تسجلب الدموع؟»