الرواية: الكونتيسة عيشة قنديشة.
الكاتبة: نزهة النميلي.
دار النشر: حكاوي.
عدد الصفحات: 307.
❞ - ما زلتُ أتساءل، لِمَ اخترتني أنا بالذات؟
ابتسمت بهدوء قائلة: «لأنك صاحب قلم، والقلم يعيد تشكيل الحكايات ويصنع واقعًا أفضل مما نتصور»
في قراءة جديدة للكاتبة نزهة النميلي، في رحلة تاريخية عبر بلاد امغرب، تبدأ الرواية مع الصحفي عمر الذي يبحث في الماورائيات، ليبدأ رحلة البحث عن أسطورة عيشة قنديشة، التي تقوم بإغواء الرجال في الليل حين لا يكون هناك أحد في مناطق مهجورة، خاصة الرجال الذين قاموا بإيذاء النساء، ليقعوا في غواية صوتها دون القدرة على الفكاك منها، ليقوم عمر بالسفر إلى طنجة حين وردته معلومات عن ظهورها في بيت مهجور ذو طراز أندلسي في ضواحيها، ليصل إلى هناك ليلاً، ويبدأ رحلة جديدة في كشف أسطورة عيشة قنديشة.
❞ - لأن الظلم وحش كاسر ينقض على فريسته بلا رحمة، يتغلغل إلى أعماقها ويلتهم روحها شيئًا فشيئًا، وربما يغير شخصية المظلوم، ليحوله إلى شخص آخر مختلف تمامًا. ❝
في دقة رائعة وتحكم بالغ بجمع التفاصيل، عرضت الرواية في ثلاثة خطوط زمنية، اثنان منها متوازيين في سبتة 1415م من منظور عائشة في سبتة، و إدوارد في لشبونة حيث يعمل مجندين برتغالي، وعند عمر برفقة عيشة قنديشة في المنزل المهجور في طنجة عام 2023م، في دقة مبهرة جعلتني أغوص في أعماق الرواية دون ملل، مع معرفة جديدة عن سبتة وما وقع لها إلى الآن، وفضول للمعرفة عن بلاد المغرب الرحبة التي فتحت ذراعيها في استقبال كبير للأندلسيين الذين هربوا من بلادهم واتخذوا المغرب بلداً لهم جوار المغربيين، مع ظهور بقاء أثار لهم إلى الآن خاصة في طنجة، من ملامح أندلسية منقوشة في المنازل وغيرها من الأماكن التاريخية.
❞ فعَيْشَة قَنْدِيشَة ليست شخصًا واحدًا، فثمة عائشات كُثُر عائشة الكونتيسة ذات الأصل الأندلسي، وعائشة مولات الواد أو مولات المرجة الجنية التي تسكن المستنقعات والغابات ولا تظهر إلا ليلًا لتستدرج الرجال إلى وكرها فتمارس معهم الجنس قبل أن يصيروا وجبة لها، وعائشة السودانية تلك المرأة الورعة التي كانوا يزورونها للتبرك بدعواتها، ربما عشتُ يومًا بسبتة أو بمنطقة أزمور أو بأغمات أو بأي مكان آخر. »
اللغة رائعة مبسطة وواضحة، على الرغم من كونها رواية تاريخية إلا إنها رائعة مع الوصف المبهر للمشاعر والشخصيات والتطور الملحوظ الذي مرت به الشخصيات خاصة مع الأحداث التي مروا بها، مع نهاية مرضية جداً.
اقتباسات:
❞ «الحب والرغبة قوتان عظيمتان يمكن أن ترفعك إلى السماء أو تهبط بك إلى أعماق الجحيم، ويجب على كل إنسان أن يختار ما يشاء بحكمة، وإلا سوف يجد نفسه في مصير أسود». ❝
❞ - لا يوجد اختيار دون إرادة، لأننا حين نختار يجب أن نفكر في نتائج اختياراتنا، فسوف نضطر إلى تحمل المسئولية كاملة.
- والضعف؟
- لحظة واحدة ندفع عمرنا ثمنًا لها. ❝
❞ المشاعر ليست خطيئة، لكن الانجراف خلفها من دون التفكير في العواقب وفي المبادئ والأخلاق هو الخطأ الكبير».
❞ - عَيْشَة ليست أسطورة للغواية والانتقام فقط كتلك التي تخص تكمارت نيسمضال، بل هي أسطورة للمقاومة بالدرجة الأولى، ستجدها في كل مكان دخلته أقدام الاحتلال ستجدها في أعين كل امرأة ورجل وطفل يدافع عن أرضه وعرضه، ويثأر لهما من محتل غاصب، تعلمُ لِمَ اعتقدوا أنني جنية؟ لأنني كنت أقاتل المحتل بشراسة وقوة، وعندما فشلوا في مواجهتي اختلقوا قصة الجنية وسحرها الذي يجذب إليَّ الرجال فأسحبهم نحو مصيرهم، لقد قاومت الاحتلال وصددت هجماته وحاربت بكل شجاعة وذكاء حتى عجز المحتل عن التغلب عليَّ، فظنوا أني من عالم الجن بعدما عجزوا عن الوصول إليَّ. ❝
#أبجد
#الكونتيسة_عيشة_قنديشة
#نزهة_النميلي