اقتباسات من كتاب أيامنا: رؤية موسيقية واجتماعية لمسيرة عمرو دياب

والنجاح الكبير دائمًا ما يكون حملًا على أكتاف صناعه،

لا شك أن الجيل الذي عاش بين عالمين تأرجح كثيرًا وهو يتعايش مع تأثيرات العولمة ونتائج مصطلحات أخرى مثل:«العالم قرية مفتوحة»، هذا قبل أن نرى العالم من منطلق «القرية الظالم أهلها»!

وهكذا هي دوائر من البحث عن النجاح وصناعة موضة دون أن يكون أسيرًا لموضة

وشقيت وتعبت علشان أبقى شخصية مستقلة، والشخصية دي لازم تعيش تجربتها هي مش تجربة حد تاني،

لقد أرادوا أن يظل هو وجيله أسرى لتجربة جيل سبقه،

صفحة من زمن أحببته، اختبأ في سطورها كلما حاولت الهروب من أيامنا الصعبة،

سينجح، لأن لديه المبادرة، هو لا يخجل من تقديم نفسه، والمبادرة لاتخاذ كل خطوة تدفعه للأمام،

عندما تخرج الأوطان من تجارب عاصفة كالحروب والثورات، تعيش مجتمعاتها حالة مخاض فكري وثقافي وفني وسياسي،

واحدة من الأغاني التي تناقش حالات شديدة الخصوصية في العلاقات هي أغنية «أحبك أكرهك» من كلمات أيمن بهجت قمر ولحن عمرو مصطفى، وهي واحدة من أهم الأغاني في مسيرة عمرو دياب، خاصة وأنها تناقش فكرة شائكة جدًا حول المشاعر المتضاربة تجاه الحبيبة بين القبول والرفض يتجلى ذلك في الشطر الذي صاغة أيمن بعبقرية وهو يقول: «حاجات كتيرة بحسها وأنا بين إيديكي كتير بخاف منك وكتير بخاف عليكي» ثم يختمها بالجملة العبقرية التي اصبحت واحدة من حكم السوشيال ميديا فيما بعد: «لا القرب مرتاحله ولا البعاد أقدر عليه» تشريح مدهش لنوع من العلاقات «التوكسيك» التي يسعى فيها طرف للبقاء مع طرف

يضيف تامر : «نقطة أخرى مهمة في اختيارات عمرو لكلمات الأغاني وهذا ربما يتعلق بفكرة تصدير صورة الشخصية القوية، فهو عادة لا يفضل تقديم نفسه في الأغاني بصورة ملائكية أو مثالية، بل يهمه بالأساس الصدق في تقديم الحالة، ففي نفس الأغنية أعجب جدًا بمقطع «أنت اتعودت تشوفني ملاك. بس أنا في الآخر إنسان»، كذلك في أغنية «حبايب إيه» التي كتبتها له في ألبوم «معدي الناس» كان الهدف منها أن يطرح رؤية لشكل علاقة بين اثنين مستمران معًا لاسباب تتعلق بالصورة الاجتماعية، وهي فكرة تلامس بشكل واضح حالات واقعية لزيجات فاشلة مثلا! لكنها مستمرة بهدف الحفاظ على كيان هش، هذا يظهر

اختيار عمرو دياب لكلمات الأغاني حيث يقول:

‫ «بحكم تعاوني الممتد مع عمرو دياب في العديد من الأغاني، أجزم أنه يختار كلمات أغانيه بأبعاد مختلفة، صحيح أن الأساس هو البعد العاطفي غالبًا، ولكنه يلتقط من بين السطور ما يمكن أن يحمل إسقاطًا اجتماعيًا، هذا حدث معي في أغنية «عمرنا ما هنرجع» التي فهمت في مناقشاتي مع عمرو في أثناء كتابتها أن هناك بعد اجتماعي يلامس إحساس المستمع بعيدًا عن الجانب العاطفي، وهو أننا نتغير ، حتى إن جملة عمرنا ما هنرجع زي زمان، يمكن أن تنطبق على أي شيء آخر غير قصص الحب».

كتبت من قبل أن عمرو دياب هو الصديق المثالي في الأفراح والأحزان، واكتشفت ما هو أكثر وأنا أسير في رحلة بين كلمات أغانيه التي لم تترك موقفًا أو لحظة أو شعورًا إلا ولامسته ببساطة دون تعقيد، سلاسة مدهشة، حتى أصبحت كلمات أغانيه بالوقت جزءًا من موروث لغوي في مفرداتنا وتعليقاتنا

وأطفال عجايز في مهد الطفولة وأفلام قديمة وإعلان كاكولا.

صحيح أن دماغي مشحونة بآلاف الحاجات، ولكنها لم ولن تغير وجه الكون، بالكاد أسعى جاهدًا أن تغير شيئًا في حياتي

ليسمعك العالم يجب أن تقدم موسيقى بنفس الجودة، وألحان تجعل أغانيك جزءًا من لغة الموسيقى العالمية التي لا تتوقف كثيرًا أمام حاجز اللغة بقدر اهتمامها بنوع وشكل القالب الموسيقي، وهذه مرحلة أخرى بطلها الموسيقار والموزع طارق مدكور، ووراءها قصص عدة تستحق أن تُحكى.

ليسمعك العالم يجب أن تقدم موسيقى بنفس الجودة

المشروع الفني هو مشروع ذاتي بالأساس معبر عن صاحبه، الوقت والزمن فقط هما المعيار الحقيقي لقيمته وأهميته، وأعتقد أن الزمن أنصف عمرو دياب الذي استمر حتى الآن

أعتقد أن واحدًا من أسباب بقاء مشروع عمرو دياب واستمراره ونجاحه يكمن في ذاتية هذا المشروع وارتباطه بشخص عمرو دياب، صوته، أفكاره، وثقافته الموسيقية.

«سألوني ليه ما بتغنيش زي اللي قبليك؟!

‫ قلت لهم أهلي ربوني واتعلمت واشتغلت وتعبت علشان أبقى شخصية مستقلة، وأعيش تجربتي أنا مش تجربة الآخرين.. ادوني فرصة أعيش تجربتي!»

❞ لو سألتني ما الأغنية التي شكلت ذائقة جيل الثمانينيات؟ سأجيبك على الفور: الأغاني التي شارك في صناعتها حميد الشاعري.

⁠‫لا شك أن حميد الشاعري جزء مهم من ذكريات جيلي، تشبعت آذاننا من خلطته الموسيقية المشحونة بالإيقاعات الصاخبة، وصوت السقفة الشهير، وتنويعاته ❝