اقتباسات من رواية نذير الطائف: دعوة أمية بن أبي الصلت

❞ أما محمد، فلم يكن مثلك، بل كان رجلًا أمينًا، لا يتكلفُ القولَ ولا يفتعل وقفَه. بل كان كالرسولِ.. يقرأ ما لم يكتب، ويُبلغ ما لم يُنشئ، ويُلقي القول كحد السيف، وليس له بعد البلاغ غاية. وهذه تكفي يا أبا القاسم، ❝

❞ فقال: والله لو رأيتَه لانطلق لسانُك بمدحه، فهو أفضل قريشٍ خلقًا، يجتنبُ المظالم والمحارم، وهو أمين القوم وصادقهم، وقد رضي به القوم لمَّا اختلفوا في أمر الحَجَر،(90) وهو ابن عمي، كريم الطرفين وسطٌ في العشيرة. ❝

❞ فلمَّا كثرت ثقيف وشرفت، وعزَّت وأثْرَت، وخافت العربَ على أرضها، تحصَّنت وابتنت سورًا طائفًا حول المدينة، فسمِّيت وجٌّ بالطائف ❝

أوجعُ من ألمِ رجلٍ أخْطَأتْه النبوَّةُ وخَذَلَه ربُّه؟!

❞ وأنَّى يكونُ الخلقُ كالخالقِ الذي

⁠‫يدومُ ويبقى والخليقةُ تنفدُ

⁠‫هو الله باري الخلق والخلقُ كلهم

⁠‫إماءٌ له طوعًا جميعًا وأعبدُ

⁠‫أمية بن أبي الصلت ❝

❞ وقد خاب والله مَن ترك الصراط وحاد عنه وترك ما عند الله وشراه ثم أقبل على ما عند الناس يتكفف رضاهم. ❝

❞ وأنَّى يكونُ الخلقُ كالخالقِ الذي

⁠‫يدومُ ويبقى والخليقةُ تنفدُ

⁠‫هو الله باري الخلق والخلقُ كلهم

⁠‫إماءٌ له طوعًا جميعًا وأعبدُ

⁠‫أمية بن أبي الصلت ❝

كل عيشٍ وإن تطاول دهرًا

‫ صائرٌ مرةَ إلى أن يزولا

‫ ليتني كنتُ قبل ما بدا لي

‫ في قِلالِ الجبالِ أرعى الوعولا

‫ حَيًّا وميتًا لا أبا لك إنما

‫ طولُ الحياةِ كزادِ غادٍ ينفدُ

‫ والشهرُ بين هلاله ومُحاقِه

‫ أجَلٌ لِعلْمِ الناس كيف يُعَدَّدُ

‫ أمية بن أبي الصلت

ما ظننتُ أنَّ اللهَ يحابي عليَّ أحدًا من أولئك الناس، وقد أفردته بالعبادة، وأشركوا به كل شركٍ. عشتُ في الطائف بين ثقيف معتزلًا اللَّات، أطلب سبيلًا إلى الله الحق، حتى خرجتُ إلى الشام، وعاشَ محمدٌ بجوار الكعبة وبها مئات الآلهة التي يصنعها قومُه بأيديهم ويبتاعونها، ثم أتته النبوة وفاتتني!

مليكٌ على عرشِ السماء مهيمنٌ

‫ لعزَّتِه تعنو الوجوه وتسجدُ

‫ أمية بن أبي الصلت

‫ فقال كنانةُ: واللات يا أمية إنَّك لتظنُّ في ربك ما لن يفعل. فكيف بك غدًا ولم يأتِك منه شيءٌ كما تزعم؟! والله لتكونن عليك سُبةً ولأذكرنك بها ما حييت.

‫ فغاظني ذلك منه، فانصرفت.

‫***

‫ أكلت حنيفةُ ربَّها

‫ زمنَ التقحم والمجاعة

‫ لم يحذروا من ربهم

‫ سوء العواقب والتباعة

‫ وقبرُ حربٍ في مكانٍ قفر

‫ وليس قربَ قبرِ حربٍ قبر

فقال: إنما أنا رجلٌ من قومي، أحيا على دينهم وأموت على دينهم، وإنَّه الدهرُ وما أظننا بمبعوثين.

ألا يا أخت خثعم خبرينا

‫ بأي بلاء قومٍ تفخرينا

‫ جلبنا الخيلَ من أكنافِ وجٍّ

‫ وليثٍ نحوكم بالدَّارعينا

‫ جمعتم جمعكم فطلبتمونا

‫ فهل أنبئتِ حالَ الطالبينا

‫ وعَنَا وجهي وخلقي كلُّه

‫ في الخاشعين لوجهه مشكورا

‫ أمية بن أبي الصلت

فاقترب ثم جلس وقال: ما من نبيٍّ يبعثه الله إلَّا يغالبُ قومه ويغالبونه، فإن غلبهم، وإلا أهلكهم الله.

إلهٌ قديرٌ يحيي نبيَّه ويعينه على قومه حتى يقيم عليهم حجته، ونحن نعبد اللات والعزى ومناة ونستقسم عندهن بأزلامنا، فوالله إنَّا لنسأل فلا نُعطى، ونستمطر فلا نُمطر، ونستنصر فلا نُنصر. ألا بئست المسألة وبئس الطلب. أين ذهبت عقول القوم وأحلامهم؟

فما سمعته إلَّا يقول: … وقد وهن عظمي وعتا عمري وذهب وفري، ورجوتُ ما عندك وقد قلَّ أملي واقترب أجلي، وأنت تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أمُّ الكتاب.