من لم تكن النفقة على الكتب أحب إليه مما سواها؛ لم يبلغ في العلم مبلغًا مُرضيًا، الكتب هي المادة الخام للعلم، من خلالها يمكن إنتاج عشرات الصور والأشكال في العلوم والمعرفة، وكم من عالم ونابغ افتقر بسبب انشغاله بجمعها واقتنائها والحقيقة التي لا أُجادل فيها أن شراء الكتب شهوة، لكنها لا تضر بحال من الأحوال، فاقتناء الكتب في ذاته قِيمةٌ، حتى وإن لم توفِ حقها في القراءة، لكن السيطرة على سلوك (الاقتناء)، وتوجيهه الجيد؛ يُعظم من فائدته، ويزيد من فرص الانتفاع به، ولا أقصد بالتوجيه هنا تحديد قوائم معينة للشراء، أو ترتيب أولويات فيه، إنما معرفة كيف يمُكن توظيف
تحميل الكتاب
اشترك الآن
إلاقة الدواة: رؤى وأفكار حول القراءة والكتابة :الحقائق والأوهام والخرافات
نبذة عن الكتاب
من أبرز فضائل الكتابة في نقل الدين، أن الإسلام كله قد انتقل إلينا مكتوبًا من مختلف جوانب العلم. بدأ ذلك بتدوين القرآن الكريم وحفظه في المصاحف، ثم تدوين السنة النبوية وحفظها في الدواوين، تلاها تدوين الفقه والعلوم الشرعية بكل تخصصاتها وفروعها. وعلى الرغم من وجود مذاهب فقهية كثيرة، إلا أن المذاهب الأربعة فقط استمرت بفضل الكتب التي حملتها وحفظتها. فهناك مذاهب كثيرة اندثرت مع ضياع كتب أصحابها، مثل مذاهب الليث بن سعد والأوزاعي وشعبة وسفيان الثوري وغيرهم، الذين كانوا أصحاب مدارس فقهية بفضل جهودهم، لكنها لم تستمر بسبب عدم وجود طلبة ينقلونها أو تدوين يحفظها ويدرسها ويطورها. لو لم يكن هناك تدوين، لاندثرت معالم الدين وذهبت سماته، لأن العقول تزول، أما ما يُدوّن في الكتب فيبقى خالدًا لا يزول.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 240 صفحة
- [ردمك 13] 9789778600605
- أركان
32 مشاركة


