❞ يُقال إنّ عليك الإنصات للماء؛ فهو الذي سيخبرك حين تحين لحظة الزوال. ❝
المنسيون بين ماءين
نبذة عن الرواية
تأخذنا الروائية ليلى المطوّع في رحلة ساحرة عبر جزيرة "أرض الخلود"، حيث يصنع البحر المالح والعذب نبض حياة سكانها، ويختزل وجودهم بين مدّه وجزره. في رواية تنبض بالذاكرة والجغرافيا والثقافة، تقدم لنا ليلى تجربة سردية فريدة تجمع بين التاريخ والأسطورة، بين الحكاية الفردية والجماعية، مستعينة برمزيات البحر وأسراره. تتداخل شخصية ناديا، الراوية والمروي عنها، مع ذاكرة جدتها نجوى، في سرد مشوق يتحدى قواعد السرد التقليدي عبر لغة مليئة بالمفارقات والدهشة، تحبس أنفاس القارئ وتفتح أمامه أبوابًا من الغموض والجمال. "المنسيّون بين ماءين" ليست مجرد رواية، بل هي مغامرة قرائية تفرض على القارئ تأملات عميقة ومهارات تأويلية، في حكاية ترسمها الكاتبة بحرفية سينمائية، وتلونها بصور حسية غنية تجعل البحر أكثر من مجرد مكان... إنه روح وجود.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2024
- 432 صفحة
- [ردمك 13] 978-9938-74-930-4
- دار رشم للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية المنسيون بين ماءين
مشاركة من Nizar Al-Musawi
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
إبراهيم عادل
بعض الروايات لا ننتهي منها بمحرد قراءتها، ذلك أنها تمنحنا فرصة نادرة للغوص في أعماقها، هذا ماحدث لي مع هذه الرواية ..
.
تقوم رواية ليلى المطوّع الصادرة حديثًا عن دار رشم (2024) على عدد من المستويات السردية التي تتضافر جميعها لتمنح القارئ رؤية شاملة لعالمٍ ربما يجهل الكثير من تفاصيله، وهي إن كانت تستمد تفاصيل عالمها من بيئتها المحلية في البحرين، وتحكي أطرافًا من تاريخ تلك المنطقة المنسي بين الماضي والحاضر، فإنها تشكل في الوقت نفسه عالمًا ورؤية أكثر اتساعًا وشمولاً بحيث يمكن لكل قارئ تمثلها والشعور بها في عالم اليوم الذي يلهث نحو الحداثة والحياة المدنية ناسيًا أو متناسيًا أصوله وآثاره العريقة القديمة، وكيف يدمّر بنفسه كل ملامح ومظاهر الحياة الطبيعية أملاً في مساحاتٍ أكبر ونفوذ مختلف!
تبدأ الرواية بمشهدٍ يبدو قادمًا من التاريخ البعيد للمنطقة، حيث نتعّرف على "سليمة" التي تسعى للنجاة داخل البحر! وحكايتها مع صفوان وطرفة ومواجهتها للأسطورة الأولى المتعلقة بالبحر وأنه حتى يعيش يجب أن تطأ دم أحد الأشراف، وهو ما يحدث بالفعل، ولكنها لا تسلم بعد ذلك بل تضطر لأن ترحل عن القرية وتذهب في رحلة إلى البحر حتى تضع مولودها هناك، في مشهدٍ مؤثر مكتوب ببراعة وشاعرية شديدة، هكذا منذ اللحظة الأولى يدرك القارئ أنه إزاء عالم مختلف تسيطر عليه الأساطير وتحكمه عادات وتقاليد سكان القرى المجاورين للبحر، وكيف يتعاملون معه ويخضعون لسلطانه.
قسمت الكاتبة الرواية إلى بين لقطاتٍ من ذلك الماضي الذي يرسم صورة التعامل مع البحر وما فيه، وبين العصر الحالي وما يجري من تغيرات للبحر فيه، وذلك من خلال شخصية "ناديا" المعاصرة التي تجري أبحاثًا حول الجزر الجديدة التي يجري إنشاؤها في البحرين، وكيف يتم الاعتداء على البحر وتقويضه، من جهة وكيف يتعرَض سكان تلك الجزر لأخطار خطف البحر لأبنائهم بين الحين والآخر، وكأنه ينتقم مما يحدث فيه، وهو الأمر الذي تتعرّض له بطلة "ناديا" نفسها، ويبدو كخيطِ تشويقي يربط أطراف الرواية بين الماضي والحاضر، وبين حكايات الأجداد والأحفاد، حتى نصل إلى الرؤية الكاملة والمشهد الشامل:
(أتأمّل الجزيرة، صرت أبصرها، كلّ هذا بحر ميت، ردمناه، أقمنا عليه، انتهت كلّ علاقتنا بالماء، اعتداؤنا عليه سيعود علينا بالشرّ... تدخُّلُنا في تكوين حدود البحر التي تعزله عن اليابسة سيصيبنا بلعنة، ألا يدركون كم مرّة عاقبنا البحر على أفعالنا؟ نحن النساء لدينا ارتباط أكبر بالماءين، ننذرهما، نطلبهما، ننشدهما. أعرف كلّ الحكايات التي قيلت، وأعرف قصّة نشترك فيها نحن جميعنا، نرضعها مع حليب أمّهاتنا، أسطورة تخصّ هذه الجزيرة التي ستعود للماء. ولكنّنا نكابر، كلّما منحنا فرصة، كابرنا، لاعتقادنا أنّ هذا لن يحدث أبدًا)
............
-
بدور الثبيتي
هذه الرواية تُعد من السير الذاتية للبحر، ولكل من كان يُقدّسه ويعيش له، وفيه، ومن أجله. تصف الرواية كيف كان البحر في الماضي، وما أصبح عليه في الحاضر حينما أحاطته الحضارة والصناعة من كل جانب. وكيف أن البحر مليء بالقصص، والأساطير، والخرافات التي نشأت منه وله، فكوَّن حيوات ومجتمعات مختلفة.
تتأمل الرواية كيف أننا حين تمرّدنا، وأنشأنا الجزر الصناعية، وخنقنا البحر بالحديد والتراب، فإن البحر، في نهاية المطاف، سيثور ويعيد كل شيء كما كان عليه قبل الثورة الصناعية والنفطية وغيرها.
من أفضل القصص التي أعجبتني في هذه الرواية، القصة الافتتاحية لسليمة، التي داست على دم أحد الأشراف، فأصابتها لعنة تطاردها وتجبرها على الهرب، حتى اتخذت البحر ملجأً ومنجًى من الذين يسعون للانتقام منها. تمنّيت لو أن بقية الرواية وسرديتها استمرت على هذه الوتيرة.