لو لم تكن تلك الأسفار تنطوي على ذلك الغموض الرومانسي الذي يخبّئ ما ليس منتظراً، وإلا فسيغدو الانتقال من حدود إلى حدود ومن فندقٍ إلى آخر مجرّدَ عذابٍ فقط.
حب
نبذة عن الرواية
في صباح من أيام فبراير عام 1960 في ميلانو، اتصل المصمم والمعماري أنطونيو دوريغو، البالغ من العمر 49 عامًا، بالسيدة أرملينا قائلاً: "أنا تونينو، صباح الخير سيدتي..." ردت بدهشة وسرور: "أهذا أنت فعلاً؟ لقد مر وقت طويل لم نلتقِ فيه، كيف حالك؟" أجابها بهدوء: "لا بأس، شكرًا لك. تعلمين حجم العمل الكبير في الفترة الأخيرة... هل يمكنني المجيء بعد الظهر؟" قالت: "بعد الظهر؟ في أي ساعة تحديدًا؟" "ربما الثالثة أو الثالثة والنصف." "الثالثة والنصف مناسبة." تردد قليلاً وقال: "لكن سيدتي..." قالت: "تفضل، أنا أستمع." تابع: "هل تذكرين المرة الأخيرة؟ بصراحة، القماش لم يعجبني كثيرًا... أريد شيئًا أحدث، هل تودين أن أشرح لكِ؟" ردت مبتسمة: "لا حاجة، واتصالك اليوم أثلج صدري، هناك فرصة... يمكنني أن أقول باختصار إنك ستكون راضيًا." أضاف: "أفضل أن يكون النسيج أسود." قالت: "أعلم، أسود كالليل." "شكرًا، أراكِ لاحقًا إذًا."التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 320 صفحة
- [ردمك 13] 9786140302792
- دار الساقي للطباعة والنشر
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية حب
مشاركة من othman alhaj othman
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Subhi Najjar
إذا كانت صحراء التتار تتناول انتظار عدو لا يصل أبداً، فإن حب تتناول انتظار علاقة لن تصبح أبداً ما يتمناه صاحبها. بطل دينو بوتزاتي، وهو مهندس معماري اعتاد أن ينظر إلى النساء من منظور الاحتياجات الجسدية فقط، يقع فجأة في حب لائدي، عاملة جنس تصغره بثلاثين عاماً. ما يلي ليس قصة حب بقدر ما هو تشريح للتردد — دوامة بطيئة حيث يستهلك الخوف من مواجهة الحقيقة معظم الصفحات.
يعطينا بوتزاتي نافذة عميقة على تأملات البطل في ذاته، وعلى مبرراته وأوهامه. تعامل لائدي معه بقسوة، وتكذب عليه كثيراً، ومع ذلك يراها ضحية لقسوة المجتمع — نتيجة لظروف تدفع بعض النساء إلى العمل في الدعارة. ومع أن الضغوط الاجتماعية واقع لا يُنكر، فإن حجة الرواية تخاطر بتجاهل دور الإرادة الفردية؛ فالقمع البنيوي يشكّل الحياة، لكنه لا يلغي تماماً حرية الاختيار.
هذه ليست حكاية شغف متبادل، بل حالة تشبّث. يتمسك المهندس بلائدي لأنها "مختلفة" — راقصة باليه، أنيقة، شابة — ولأنها تمثل له احتمالاً لتجدد شخصي. لكن ما يشعر به يبدو أقرب إلى التعلق منه إلى الحب.
كما في صحراء التتار، يستخدم بوتزاتي الانتظار ليُظهر تآكل الذات — لكن الانتظار هنا ليس لمعركة، بل لوضوح عاطفي. الرواية حميمة، خانقة، وأحياناً محبطة، لكن ذلك مقصود. نحن مدعوون للشعور بالحصار في نفس المساحة الراكدة التي يعيشها البطل.
رواية مقلقة وخانقة — أقل عن الرومانسية وأكثر عن الأوهام التي نصنعها، والأعذار التي نرويها لأنفسنا، والثمن الباهظ لعدم التصرف في اللحظة الحاسمة.